ومات الامام ابو منصور فخر الدين عبد 53 الرحمن بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن عساكر الدمشقي الفقيه العلامة الشافعي، وكان شيخ الشافعية في عصره. ولد سنة خمسين وخمسمائة، وسمع من عميه الصائن 54 والحافظ وغيرهما وتفقه بالقطب النيسابوري 55 حتى فرغ، ثم تزوج بابنته.

وكان اماما عالما عاملا ورعا زاهد لا يخلو لسانه من الذكر، طلبه الملك المعظم ليوليه القضاء فرجع الى بيته ووقف يصلي ويتضرع ويبكي الى ان طلع الفجر ثم طلبه فاصر على الامتناع، واشار بأن يولوا ذلك الخراساني 56 فولوه، وكان قليل المرغبة في الدنيا حصل عليه مرض بالاسهال فصلى الظهر وجعل يسأل 57 الى العصر ثم توضى 58 وتشهد وهو جالس وقال رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم نبيا لقنني الله حجتي واقال عثرتي ثم قال وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وقيل انه رد السلام على الملائكة التي حضرت لقبضه ثم انقلب على قفاه ميتا وله تصانيف 137 / أ/في الفقه والحديث، وكان كثير البكاء سريع الدموع عظيم الخضوع روى عنه خلق كثير توفي في عاشر شهر رجب. وقال ابن الاثير 59:في شهر رمضان من السنة المذكورة 60 الى جنب القطب النيسابوري بمقابر الصوفية 61.

Halaman 397