Kekasih Badwi
العاشق البدوي
Genre-genre
ومعروف أن قدرا ضئيلا من الزرنيخ في وزن حبة البن بإمكانها قتل فيل في حجم قطية، ولكن كيف يصل هذا السم إلى معدته؟
أخذت ثلاث عبوات بأحجام صغيرة، خبأتها في أماكن مختلفة؛ حقيبة اليد، وجيب البنطلون، وفي فراغ كعب الحذاء. أخبرت آدم بأنني سأقضي صباح الغد بكهوف مايا زوكوف، وربما لا أعود إلا عند الخامسة أو السادسة مساء، لدي عمل فني من الحجارة أحاول أن أقوم بإعداد دراسة له، ولأنه يعرف أنني لا أكذب؛ صدقني وأخذني بنفسه إلى الكهوف، اشترى لي ماء وطعاما من الطريق، وألح علي أن نتناول وجبة الإفطار معا؛ لأنه يظن أنني عندما أعمل أنسي نفسي من الطعام والشراب، ثم أوصاني بألا أهمل شرب الماء، مذكرا إياي بالتهاب الكلي الذي أعاني منه منذ أن خرجت من المعتقل، وذهب.
تحركت مباشرة بعد أن غادر آدم إلى المدينة لموقع عمله، كنت أمشي بسرعة فائقة، تتخبط وتتصارع الأفكار في رأسي، كل فكرة تمحو الأخرى وتنفيها وتتفهها، بمعني أنه ليست لدي فكرة معينة في رأسي، لدي الزرنيخ بوفرة، قلت لأضع بعضا منه في الماء، قد يشربه، لا لا لا لا يمكن، إنه ليس بهذه البلادة، سوف ... لا لا لا لا، إنه ... لدي الإصرار والعزيمة على قتله فقط، ولكن لا شيء آخر، دخلت غابة الكتر والحسكنيت، وانتبهت لمعركة عنيفة ما كنت قد وضعت لها أية حسابات، وهي أشواك الكتر والحسكنيت، التي استطاعت أن تعيق حركتي تماما، ولأنني أعرف الموقع ولا أعرف بالضبط المكان، لم أر قطية ولا بيتا ولا كهفا ولا حتى مجرد أجمة عشبية تقي من حر الشمس أو المطر، فكانت مشكلتي أكبر؛ حيث أخذت أدور على نفسي في ذات المكان، ذات الحسكنيت، ذات الكتر، ذات الحجارة الصماء الخرساء الساخنة، ذات ريح السموم، الشمس الحارقة، ذات الجبل الذي يحتل الأفق كله، مرت ساعتان وأنا لا أعرف أين أذهب، شربت نصف ما لدي من ماء، وما زلت أحس بالعطش وجفاف الحلق، أخذ يسري في أعضائي هبوط طفيف من فعل العرق، حيث أفقدني كثيرا من الملح، بيني وبين نفسي عرفت أنه قد خدعني، لا يمكن أن يرشدني إلى مخبئه، وهو يعرف أنني أيضا أريد قتله، لقد كنت ساذجة وبليدة وقادني الانتقام وحده إلى هذه المتاهة، ولقد قال لي آدم من قبل أن الانتقام عاطفة مضللة، ولكني لم أع الدرس، جلست تحت شجرة لالوب عملاقة لألتقط أنفاسي قبل أن أعود أدراجي إلى البيت، أحتسي بعض الماء وأطعم قليلا من الخبز، حينما أحسست بظل ثقيل يقترب مني، سرت قشعريرة مميتة في عمق لحمي!
قال بصوت أجش وهو يضع رجله على عود جاف خلفي، فيطلق تحت وزنه مضيفا للظل موسيقى تصويرية مرعبة: أنا عارف إنك حتجيني ... عارف، أنا حبيبك الأولاني، فلان الفلاني.
وأخذ يضحك بافتعال.
فنهضت مرعوبة، أخذت أحملق فيه.
قال لي: آها جيتي تقتليني، ولا جيتي مشتاقة لي؟
قلت له من بين أسناني: أنت شايف شنو؟
قال وهو يحاول أن يبدو مبتسما: بصراحة أنا شايف الاثنين سوا، حب وموت، يعني دا الحب الموت.
ثم أضاف وقد بدا على وجهه مرح غريب أخافني: يلا نمشي تشوفي بيتي، هو ما بعيد من هنا وما قريب شديد.
Halaman tidak diketahui