قال: «أين هي؟» فنظرت إلى رفيقيه وترددت في الجواب كأنها تكتم شيئا تخاف ظهوره، فقال لها: «قولي ولا تخافي.»
قالت: «إن مولاتنا جلنار ورفيقة لها رومية من نساء بابك خرجتا منذ بضعة أيام في مهمة إلى بابك.»
فتصدى لها ودران مستفهما فقال: «وما اسم تلك الرومية يا خالة؟ هل تعرفينها؟»
قالت: «كيف لا أعرفها وأنا قهرمانة هذا القصر أعرف تاريخ نسائه واحدة واحدة؟ فجلنار مثلا لا يعرف أهل البذ عنها شيئا وأما أنا فأعرف أصلها وفصلها منذ حملت إلينا من فرغانة واسمها يومئذ جهان بنت المرزبان، ثم تسمت بجلنار، وأحبت هذه الرومية وصادقتها وتوافق ذوقاهما حتى ذهبتا في هذه المهمة معا.»
فثبت لديهم، أن جلنار هي جهان نفسها، ولم يبق مكان للشك، أما وردان فلم يشف غليله فقال: «سألتك عن المرأة الرومية ما اسمها وهل كان لها اسم غيره؟»
قالت: «اسمها هيلانة ولم تغيره منذ سرقوها من زوجها البطريق في أرمينيا .»
فاضطرب وردان وارتجف وصاح: «هيلانة؟ هي ... هي ... زوجتي!»
وأدرك ضرغام أن وردان بطريق من بطارقة أرمينيا، وأن بابك سلبه امرأته فالتفت ضرغام إليه لفتة تهنئة وعتاب وقال: «أتكون بطريقا وتحملني على ظنك خادما؟ والله، إني رأيت في برديك نفس الرجل الكبير منذ عرفتك.»
فقال: «لجأت إليك ودخلت في خدمة المسلمين في انتظار هذه الساعة حتى أنتقم من ذلك الفاسق الظالم، فأرجو أن يكون قد أخذ ونال جزاء فعلته.»
فقال حماد: «إن لم يكن قد فر فإنه مأسور لا محالة؛ لأن المدينة سقطت وقضي الأمر.» ثم عاد حماد فقال للقهرمانة: «لم تخبرينا يا خالة عن الجهة التي سارت إليها جلنار وهيلانة.»
Halaman tidak diketahui