فقال الخليفة: «أنت تعلم أن جند المسلمين في أرمينية بقيادة الأفشين، فهل يشق عليك أن تكون من قواده.»
قال: «إنما أنا سيف من سيوف أمير المؤمنين، فليستلني رئيسا أو مرءوسا.»
فهش له الخليفة وقال: «بورك فيك، وسأبعث إلى الأفشين أن يعرف قدر الصاحب قبل سائر القواد.»
فوقف ضرغام وقال: «يأذن لي مولاي في أن أسافر مصحوبا بدعائه وبركته، وأرجو ألا أعود إليه إلا وقد فتح البذ وقتل بابك الطاغية.»
فابتسم له الخليفة وأمر أن يخلع عليه، فخرج وقد زال قلقه.
وكان وردان في انتظاره بباب القصر. فأخبره بما تم، وقال له: «كنت أحب أن تبقى قريبا من أمي هنا.»
فقال: «لا بأس عليها فهي في قصر الخليفة وبين يديها الخدم والموالي.»
ومضى إلى أمه فأخبرها بأن الخليفة أشخصه إلى ميدان القتال، فاستحسنت الأمر وشجعته وقالت: «أطلب إلى الله أن يعيدك ظافرا.»
ثم تقدم إلى ياقوتة وحياها، فلما علمت بأنه يتأهب للسفر دمعت عيناها فقال: «ادعي لي بالتوفيق لعلي أرى حمادا في طريقي، لا تحسبيني غافلا عن أمره.» قال ذلك وتنهد خفيا وتذكر مصيبته بفقد حبيبته.
فأجابته ياقوتة بدمعتين أرسلتهما على خديها وهي مطرقة لا تتكلم، فتركها وخرج، فأمر وردان بالاستعداد للسفر، وبعد أيام ودع أمه وأوصاها بياقوتة خيرا، وسافر في فرقة من خاصة رجال الفراغنة الأشداء. •••
Halaman tidak diketahui