قطع فريدريك قطعة من الطماطم نصفين وتفحصها من الداخل، كما لو كان يشك أنها في الواقع صنف شرقي غريب من الخضار يتنكر في هيئة طماطم. «لا شيء محدد، «صور وصفية من الخارج» هو اسم المجموعة. وفي الواقع، فإن الصحيفة ترسل محررا إلى أوروبا كل عام كي يكتب عن مكان محدد أو يكتب بعض ملامح الحياة المحلية في منطقة معينة، وربما يؤدي دورا ما في المجتمع على سبيل الهواية.» «فهمت.» «إنها مكافأة في حقيقة الأمر، تعويض عن الضرر الذي لحق بأنفي بسبب المطحنة في ألباني. أربعة أعوام هناك في الوحل وسقوط المبنى الحكومي يكافئ شهرا من هذا.»
أومأ على نحو متكلف نحو الأشياء المحيطة به. «بدأت أعتقد أنها مقايضة عادلة.»
قال جيمس: «إن بيرا مجرد البداية، مجرد لمحة صغيرة من إسطنبول، والمدينة ملأى بالألوان إذا كان هذا ما تريده.»
قال فريدريك: «لهذا السبب تحديدا طلبت المجيء إلى هنا. حاربوني في بادئ الأمر، فلم يعتقدوا أن القراء سيرغبون في مشاهدة صورة وصفية من آسيا. فأخبرتهم بأن نصف المدينة يقع في أوروبا، وثمة سبب ثان؛ وهو أن هذا بالتحديد ما يريده القراء؛ إنهم يريدون الدراويش والأفيال. انظر إلى فيرن، انظر إلى «ألف ليلة وليلة»؛ إن الناس يريدون لونا شرقيا.»
رفع الكاهن كأسه مقترحا نخبا. «نخب اللون الشرقي، والأصدقاء القدامى. مرحبا بك في إسطنبول.»
تبادلا قرع الكئوس وفرغا من تناولها. وبعد برهة وصل النادل حاملا الطبق الرئيس، وهو دجاج بيرا. كان ذلك هو الصنف الذي اشتهر به الطاهي، وهو ربع دجاجة صغيرة مطهوة في خلاصة عصير البرتقال والزيتون ومزينة بالقراصيا.
تساءل الكاهن بعد أن تناولا بضع لقيمات: «هل سمعت عن الدب المتكلم؟» «بالطبع.»
شعر الكاهن مولر بشرارة التنافس القديم بينهما تشتعل داخله مرة أخرى، فبعد أقل من يوم واحد في إسطنبول ها هو فريدريك يجلس كما لو كان يعرف مداخل المدينة ومخارجها.
تابع جيمس قائلا: «إنها مدينة نابضة بالحياة بالفعل، إسطنبول هي عاصمة الألوان حقا؛ فثمة حي قارئي الطالع الذي ذهبت إليه، وسوق العبيد، وساحر الثعابين من أوسكادار، بالإضافة إلى المعالم الأكثر شهرة؛ مثل البازار الكبير وآيا صوفيا وأطلال طروادة.»
قال فريدريك: «نعم، إننا بحاجة للذهاب إلى طروادة؛ فهي إحدى المقالات التي أصر محررو الصحيفة التي أعمل فيها على الكتابة عنها. إنها ليست بعيدة عن المدينة، أليس كذلك؟» «إنها على بعد أقل من يوم بالسيارة.»
Halaman tidak diketahui