Carl Buber: Seratus Tahun Pencerahan
كارل بوبر: مائة عام من التنوير
Genre-genre
3
وقد غرست الأم في صغيرها هذا الحب، حتى إنه كان يفكر بجدية في أن يتخصص في الموسيقى ويهبها عمره، بل اختار بالفعل تاريخ الموسيقى كموضوع ثان في امتحان الدكتوراه، وقد بقي مشغوفا بالموسيقى طيلة حياته، يعزف البيانو ويختلف إلى قاعات الموسيقى الكلاسيكية، وله تأملات طويلة في الموسيقى منبثة في كتاباته، وهو يدين بالفضل للموسيقى الغربية البوليفونية (المتعددة النغم) في إلهامه بالكثير من أفكاره المحورية، ويرى أنها كانت قوة دافعة له في تطوره الفكري، وقد تمثل ذلك في تفسيره المبكر للعلاقة بين الفكر الدوجماطيقي والفكر النقدي، وفي شرحه للفارق بين الموضوعية والذاتية، وتمثل بصورة خاصة في تنامي عدائه لكل صور المذهب التاريخي (التاريخانية)
Historicism ، بما فيها الأفكار التاريخانية حول طبيعة «التقدمي» في الموسيقى.
وفي عام 1919م انخرط بوبر بشدة في النشاط السياسي اليساري، وانضم إلى «رابطة الطلاب الاشتراكيين»، وأصبح ماركسيا متحمسا فترة من الوقت، غير أنه سرعان ما خاب ظنه في الماركسية، وانكشف له طابعها النظري، فتركها إلى غير رجعة. وقد تعرف أيضا بنظريات التحليل النفسي لكل من فرويد وأدلر (الذي انخرط بوبر تحت إشرافه في العمل الاجتماعي من أجل الأطفال المحرومين والأيتام). وحدث ذات يوم أنه استمع منتشيا إلى محاضرة لأينشتين في فينا عن النظرية النسبية، كانت ملاحظته لتلك الروح النقدية السائدة في أينشتين والغائبة في ماركس وأدلر وفرويد هي الحدث الكبير الذي أيقظه من سباته وقدح زناد فكره، وأوحى إليه بفكرة «التمييز»
Demarcation
بين العلم واللاعلم، والتي شكلت النقطة المحورية في مذهبه الفلسفي بأسره.
4
لم تكن حياة بوبر في مرحلة اليفاع منعمة كما كانت في زمن الطفولة، فقد خسر والده كل مدخراته في التضخم المالي الذي تفاقم بعد الحرب العالمية الأولى، وأصر بوبر على ترك منزل والديه حتى يخفف عنهما عبء المعيشة، وعمل في مهن متواضعة ليعول نفسه ويتم دراسته، وفي عام 1925م حصل على إجازة للتدريس في المدارس الابتدائية ، وفي عام 1928م حصل على دكتوراه الفلسفة، وفي عام 1929م حصل على إجازة لتدريس الرياضيات والفيزياء بالمدارس الثانوية.
كان التيار الفلسفي السائد في فينا في ذلك الوقت تمثله جماعة من المفكرين ذوي التوجه العلمي الذين «تحلقوا» حول شخصية موريتس شليك
M. Schlick
Halaman tidak diketahui