Carl Buber: Seratus Tahun Pencerahan
كارل بوبر: مائة عام من التنوير
Genre-genre
Inferiority Feelings ، رغم أنه حتى لم ير الطفل. فسألته وقد نالني دهش: «فيم كل هذه الثقة وأنت لم تر الطفل؟» فأجاب: «لأن لي بذلك الأمر ألف تجربة». هنالك لم أتمالك نفسي قائلا: «وبهذه الحالة الجديدة أرى أن تجاربك صارت ألفا وواحدة!»
8
كنت أقول في نفسي: لعل ملاحظاته السابقة لم تكن أقوم من هذه الملاحظة الجديدة. لعله كان يفسر كل ملاحظة في ضوء الخبرة السابقة وفي نفس الوقت يعدها إثباتا جديدا. كنت أسأل نفسي «ماذا أثبتت؟ ... أثبتت أن حالة قد أمكن تفسيرها في ضوء النظرية لا أكثر.» غير أن هذا لا يعني شيئا ما دامت كل حالة يتصورها المرء يمكن أن تفسر في ضوء نظرية أدلر. وكذلك الحال بالنسبة لنظرية فرويد. ولتوضيح ذلك أود أن ننظر في هذين المثالين المختلفين تماما من السلوك البشري: الأول سلوك رجل يدفع بطفل إلى الماء بقصد إغراقه، والثاني سلوك رجل يضحي بحياته في محاولة لإنقاذ الطفل. بمقدور كل من نظرية فرويد ونظرية أدلر أن تفسر سلوك كل من الرجلين بنفس السهولة. فبحسب نظرية فرويد يعاني الرجل الأول من «الكبت»
Repression (من أحد مكونات عقدة أوديب مثلا)، بينما أمكن للثاني أن يحقق ضربا من «التسامي» أو «التصعيد»
Sublimation . وبحسب نظرية أدلر كان الرجل الأول يعاني من مشاعر «الدونية»
Inferiority (التي ربما ألجأته إلى محاولة إثبات أن لديه الجرأة على ارتكاب جريمة ما)، وكذلك الحال بالنسبة للرجل الثاني (الذي أراد أن يثبت أن لديه الجرأة على إنقاذ الطفل). لم يكن بوسعي أن أتصور أي سلوك إنساني يستعصي على التفسير في ضوء كل من النظريتين. إنهما دائما منسجمتان على قوام المشاهدات، على قدها، دائما «مؤيدتان»
Confirmed . كانت هذه الحقيقة بالتحديد هي الدليل الدامغ على صحتهما في نظر المعجبين بهما. أما بالنسبة لي فقد بدأ يتضح لعيني أن ما يبدو مظهر قوة في النظريتين هو بالضبط مكمن الضعف فيهما.
إن تلك «الملاحظات الإكلينيكية» التي كان المحللون النفسيون يرون بسذاجة أنها تؤيد نظريتهم لا تفترق في شيء عما يجده المنجمون في ممارستهم من الشواهد اليومية المؤيدة لأقوالهم (بوبر، الحدوس الافتراضية والتفنيدات).
ذلك أن الملاحظات الإكلينيكية، شأنها شأن كل الملاحظات الأخرى، هي «تأولات» في ضوء النظرية. ولهذا السبب وحده تكتسب مظهر المدعم لتلك النظريات التي تم في ضوئها تفسير هذه الملاحظات. غير أن التدعيم الحقيقي لا يمكن أن يتم إلا من خلال الملاحظات التي تجري بوصفها اختبارات (بواسطة محاولات التفنيد). ولهذا الغرض لا بد من وضع «معايير التفنيد» بشكل مسبق، لا بد أن نتفق منذ البداية أي المواقف القابلة للملاحظة إذا ما لوحظت بالفعل تعني أن النظرية مرفوضة. «ولكن ليقر المحللون عينا: فأي صنف من الاستجابات الإكلينيكية ذاك الذي يمكنه أن يفند، لا مجرد تشخيص تحليلي معين، بل التحليل النفسي ذاته؟! وهل تم حتى مناقشة مثل هذه المعايير أو الاتفاق عليها من جانب المحللين؟ أليس هناك على العكس فصيلة بأكملها من التصورات التحليلية، من مثل «التناقض الوجداني»
Ambivalence (وأنا لا أقصد أنه لا يوجد شيء من قبيل التناقض الوجداني) تجعل من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، الاتفاق على هذه المعايير؟»
Halaman tidak diketahui