Carl Buber: Seratus Tahun Pencerahan
كارل بوبر: مائة عام من التنوير
Genre-genre
بين الشقاء والسعادة، أو بين الألم واللذة ... ليس هناك نداء أخلاقي عاجل لاجتراح فعل معين تجاه الشخص السعيد، ولكن هناك نداء عاجلا بالعون والنجدة تجاه الشقي.
8
من شأن هذه المقاربة أن تحفز دائما على الفعل العاجل لإصلاح ما يتكشف من العيوب، وأن تؤدي إلى التحسين المستمر. ذلك أن بوبر حريص على أن يجنبنا الوقوع في قبضة التصورات اليوتوبية التي ترتبط في التطبيق العملي بالنزعة الشمولية وتفتقر إلى التسامح. وقد عرض بوبر هذا المدخل الإصلاحي بنبرة خفيضة سمحة. ولعله لم يقصد منه أن يكون أكثر من قاعدة منهجية تهيب بنا أن نبدأ بدفع الضرر لا أن نقف عنده، ثم نتجاوز ذلك إلى ما هو أكثر ارتقاء وطموحا، لكي نصل إلى الصيغة الثانية «أكبر قدر من الحرية للأفراد لأن يعيشوا وفق ما يرغبون»، وهو أمر يقتضي سد احتياجات الجميع من التعليم والإسكان والصحة والفنون، إلخ. على أن يكون الهدف دائما هو توسيع نطاق الاختيارات المتاحة للأفراد، وبالتالي توسيع نطاق حريتهم.
كان بوبر يكتب «المجتمع المفتوح وأعداؤه» في وقت كان فيه هتلر يحرز نجاحا تلو الآخر، وقد قهر معظم دول أوروبا دولة بعد أخرى، وتقدم في عمق روسيا. كانت الحضارة الغربية تواجه تهديدا مباشرا بقدوم عهد مظلم جديد. في هذه الظروف كان بوبر مهموما بأن يفسر جاذبية الأفكار الشمولية، ويحاول أن يكشف تهافتها ما استطاع إلى ذلك من سبيل، وأن يعلي قيمة الحرية بأوسع معانيها. كان هذا برنامجا رحبا متراميا يضع فلسفة الديمقراطية الاجتماعية في أوسع سياقاتها، أوسعها زمانيا ومكانيا أيضا. يقول بوبر في مقدمة الطبعة الثانية من الكتاب: «... لعل ذلك أن يفسر لماذا جاءت نبرة الكتاب انفعالية وقاسية بدرجة ما كنت أحبذها، غير أن الوقت لم يكن وقت تأنق لفظي. لم يرد في الكتاب ذكر صريح للحرب ولا لأي أحداث أخرى كانت تدور رحاها، بل كان الكتاب محاولة لفهم تلك الأحداث وخلفيتها، وفهم عدد من المسائل التي كانت جديرة أن تطرح بعد كسب الحرب. وكان التوقع الخاص بتعاظم خطر الماركسية سببا في معالجة هذه النظرية بشيء من التفصيل ... إن الماركسية هي مجرد حلقة، فصل، مرحلة، واحدة من الأخطاء الكثيرة التي ارتكبناها في نضالنا الدائم والخطر من أجل بناء مجتمع أفضل وأكثر حرية.
لا عجب إذن أن أنحى علي البعض باللائمة لقسوتي في تناول ماركس، بينما اعتبره البعض نقدا رفيقا بالقياس إلى عنف الهجوم الذي خصصت به أفلاطون. غير أني ما زلت أستشعر الحاجة إلى النظر إلى أفلاطون بعين النقد الشديد، بالضبط لأن التوقير العام الذي يحظى به «الفيلسوف الإلهي» له مبرر حقيقي من إنجازه الفكري الغامر؛ أما ماركس فقد استهدف للكثير جدا من النقد على أساس شخصي وأخلاقي، ولذا فقد اقتضى الحال أن أتناول نظرياته بنقد عقلي قاس مقترن بفهم متعاطف لنبله الخلقي وجاذبيته الفكري. وقد شعرت، عن خطأ أو عن صواب، أن نقدي كان ساحقا، وأنني من ثم قد استطعت أن أبحث عن إسهامات ماركس الحقيقية وأفسر الشك لصالحه. ومن الواضح على كل حال أن من واجبنا أن نقدر قوة الخصم إذا ما أردنا أن نكسب حربا.»
9 (7) توتر الحضارة
The Strain of Civilization
يرتكز تفسير بوبر لجاذبية المذهب الشمولي
Totalitarianism
على مفهوم نفسي اجتماعي أطلق عليه «توتر (عسر ) الحضارة». وهو مفهوم يعترف بوبر أنه يتصل بسبب وثيق بذلك المفهوم الذي طرحه فرويد في كتابه «مساوئ الحضارة»
Halaman tidak diketahui