92

Carais Bayan

عرائس البيان في حقائق القرآن

Genre-genre

معلوم ، ولا يلتبس عليه وجود ولا معدوم.

( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء ) حجب علم القدم عن إدراك من أوجد من العدم ، إلا ما كاشف لأهل القلوب من معانات الغيوب ، وأيضا أي ولا يحيطون بشيء مما علمه الله من نفسه من علم الأزل إلا بما شاء ، أي إلا به لأنه لا وسيلة إلى علمه سواه.

وقيل : ( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء ) يعني من معلوماته وإذا تقاصرت العلوم من الإحاطة بمعلوماته إلا بإذنه فأي طمع لها في الإحاطة بذاته قالها أبو القاسم القشيري.

( وسع كرسيه السماوات والأرض ) كرسيه قلب العارف ، وهو واسع من السموات والأرض ؛ لأنه معدن علوم الألوهية وعلم اللدني ، الذي لا نهاية له ولا حد له ، وأيضا ( كرسيه ) عالم الملكوت وهو مطاف أرواح العارفين لجلال الجبروت ، وأيضا ( كرسيه ) وعرشه قبلتان لأهل الحدثان ولا جهة للرحمن ، ولا يعرفه بنعت التنزيه عن التباس الكون والتصاقه إلا أهل كشف العيان.

وقيل : العرش والكرسي إظهار للقدرة لا محلا للذات.

وقال أبو القاسم : خاطبهم على قدر فهم ، وإلا فإن خطر الأكوان عند صفاته وحلال قدرته عن التعزز بعرش أو كرسي ، أو التجمل بجنبي أو أنسى قبل علمه.

وقيل : ( كرسيه ) في السموات والأرض هي منه كدرة.

( ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم ) أي : لا يعجزه حفظه ذلك على سعته وكبره ، وأيضا لا يوازيان في عظمته خردلة ؛ لأنهما في ملكه وسلطانه أقل من ذرة ، وأيضا قامت السموات والأرض به ولا علة في صنعه ولا آلة في فعله منه ظهرت وبه قامت.

وقيل : وصف نفسه بالامتناع عن اعتراض القواطع والعلل.

( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم (256) الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون (257) ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها

Halaman 102