166

Carais Bayan

عرائس البيان في حقائق القرآن

Genre-genre

قال الأستاذ : فيه آيات ولكن لا يدرك تلك الآيات بأبصار الرؤوس ؛ ولكن ببصائر القلوب.

وقال محمد بن الفضل : ( فيه آيات بينات ) علامات ظاهرة يستدل بها العارفون على معروفهم.

قوله : ( ملة إبراهيم ) الرضا والتسليم والانبساط واليقين رضاه حين ألقي في النار وتسليمه في ذبح ولده وانبساطه قوله : ( رب أرني ) [البقرة : 260] ويقينه قوله : ( وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين ) وزيادته مقام المكاشفة ، فالمشاهدة والخلة والفتوة فمن وافق سره سر هذه المقامات ، فقد أدى حق مقام إبراهيم عليه السلام وأيضا للخليل مقام المعرفة والتوحيد والفناء والبقاء والسكر والصحو فمن ذاق طعم السكر ، وتمكن في الصحو وفني عن أوصاف نفسه ، وبقي على أوصاف الحق بنعت الخلق عليه والتنور بأنوار المعرفة ، والتلبس بلباس التوحيد ، وطار روحه في سنا القدم ، وطاش قلبه في جلال الأبدية وسار سره في الملك الأعلى ، وهام عقله في وادي العظمة والكبرياء ، واطمأنت نفسه في أحكام الربوبية بلا جزع وفزع ، فقد فار برؤية مقام إبراهيم عليه السلام ؛ لأنه محل التمكين.

قال الأستاذ : مقام إبراهيم عليه السلام في الظاهر ما باشر بقدمه وهو في الإشارة بما وافق عليه السلام الخليل بهممه.

وقيل : إن شرف مقام إبراهيم ، لأنه آثر الخليل عليه السلام وآثار الخليل عند الخليل أثر ، وخطر عظيم.

وقال الشبلي : مقام إبراهيم عليه السلام هو الخلة فمن شاهد فيه مقام إبراهيم الخليل عليه السلام فهو شريف ومن شاهد في مقام الحق فهو أشرف.

قال محمد بن علي الترمذي : مقام إبراهيم عليه السلام هو بذل النفس والولد والمال في رضا خليله فمن نظر إلى المقام ولم يتجل مما تجلى منه إبراهيم من النفس والمال والولد ولم يسلم فقد بطل سفره وخابت رحلته.

( فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين (97))

قوله تعالى : ( ومن دخله كان آمنا ) من دخل مقام الإنابة اعتصم بنور الكفاية عن تواتر المعصية ومن دخل مقام الزهد ، فقد استراح من هواجس الوسوسة ، ومن دخل مقام

Halaman 176