Carab Hadha Zaman: Watan Bila Sahib
عرب هذا الزمان: وطن بلا صاحب
Genre-genre
والخطورة الآن على الثورة الإسلامية في إيران هي الجبهة الداخلية؛ إذ لا تستطيع الولايات المتحدة بالتعاون مع إسرائيل العدوان العسكري على إيران؛ إذ تستطيع إيران الرد العسكري على الأسطول الأمريكي القابع في الخليج. كما أن صواريخها تطول القوات الأمريكية في العراق والقواعد العسكرية ومطارات إسرائيل. وقد تنهار النظم العربية التابعة للولايات المتحدة الأمريكية لاحتمال ثورة الشعوب ضدها، كما هبت الشعوب العربية مع ناصر أثناء العدوان الثلاثي على مصر بعد تأميم القناة في 1956م، وتفجير أنابيب النفط في سورية، واندلاع الثورات العربية بعد ذلك في العراق في 1958م، واليمن في 1964م، وليبيا في 1969م. وقد تتغير الأوضاع في الخليج نظرا لتركيبته السكانية والطائفية والمذهبية.
تستطيع الولايات المتحدة اللعب في الجبهة الداخلية، والتآمر على الثورة الإسلامية من الداخل، وليس العدوان عليها من الخارج. تستطيع اللعب على القلق الاجتماعي كما ظهر في توزيع البنزين بالبطاقات في دولة من أكبر الدول المصدرة للنفط. تستطيع اللعب على التفاوت الشديد بين الفقراء والأغنياء والمشاكل الاجتماعية كالبطالة والإسكان. وقد خسر التيار الليبرالي الانتخابات الأخيرة لأن الحرية لم تشفعها العدالة الاجتماعية، وحوار الحضارات لم يقرن بتحدي قوى الهيمنة.
والأخطر من القلائل الاجتماعية الحريات العامة، وضيق الناس بالمحافظة الدينية، والتشدد في السلوك اليومي، والتدخل في حياة الناس الشخصية.
فما زال التناقض الرئيسي في الثورة الإسلامية هو قيامها على أساس محافظ، ديني إشراقي. يمثله صدر الدين الشيرازي الذي ينتسب الإمام الخميني إليه ويتتلمذ عليه، وليس على شريعتي ممثل اليسار الإسلامي قبل اندلاع الثورة، الإسلام الاشتراكي التقدمي. ويتضمن ذلك اللعب على القوميات الفارسية والأذرية وغيرها التي تكون شعب إيران، والمذاهب والطائفية، سنة وشيعة، الممتدة في الجبهة الشرقية في الوطن العربي وفي الإسلام الآسيوي، إيران وباكستان.
لقد قضي على الثورة المصرية ليس بالعدوان الخارجي عام 1967م؛ فقد تم تدمير المدمرة إيلات في نفس العام، وأعيد بناء الجيش، وقامت حرب الاستنزاف في 1968م، ثم قامت حرب التحرير في أكتوبر 1973م، بل قضي عليها بسبب الانقلاب الداخلي في 15 مايو 1971م من الجبهة الداخلية وبنفس الرجال، وتحولت الثورة إلى ثورة مضادة، من الاشتراكية إلى الرأسمالية، ومن التعاون مع الاتحاد السوفيتي إلى التبعية للولايات المتحدة، ومن القطاع العام إلى الخصخصة، ومن مجانية التعليم إلى الحاجات الخاصة، ومن القومية العربية إلى القطرية.
إن التعاون الإقليمي بين مصر وإيران وتركية يحمي النظم الثلاثة من العدوان الخارجي عليها، ويقلل المخاطر الداخلية فيها؛ فالديمقراطية والتعددية الحزبية مشهود لها في إيران وتركية دون مصر.
والدفاع عن الاستقلال الوطني والإرادة الوطنية مشهود له في إيران وتركية دون مصر. والطريق الثالث، الإسلام المستنير، مشهود له في تركية دون إيران ومصر. ومصر ما زالت الدولة القاعدة في محيطها العربي، ما يحدث فيها له ردود فعل في مائتين وخمسين مليون عربي دون إيران وتركية. وإن مجموع سكان الدول الثلاث ما يقارب من مائتي مليون. مواردها الطبيعية وإنتاجها الصناعي وتراثها الإسلامي المشترك يجعلها تجمعا إقليميا مركزيا قادرا على تجميع دول الجوار العربية والإسلامية توسيعا لمفهوم القومية العربية.
من السهل مواجهة التحديات الخارجية وتجميع الشعوب حوله كما حدث إبان حركات التحرر الوطني، ومن الصعب الوقوف أمام المخاطر الداخلية كما حدث بعد حركات التحرر الوطني والنزاع على السلطة بين رفقاء النضال بالأمس القريب. ويروى أن جهاد النفس أصعب من جهاد العدو لو صحت الرواية. لقد أتت الثروة والثورة للعرب والمسلمين، ولم يستعدوا لها بعد؛ فبددوا الثروة، وانقلبوا على الثورة. وفي التاريخ ضحى يهوذا بالسيد المسيح في مواجهة اليهود والرومان.
الدين ورجال الأعمال
العلاقة بين الدين والنشاط الاقتصادي عامة، والتجارة خاصة، معروفة عند علماء الاجتماع، كما فعل ماكس فيبر في دراسته الرائدة منذ حوالي قرن من الزمان «البروتستانتية وروح الرأسمالية»، مؤكدا على وجود علاقة بين القيم والأخلاق البروتستانتية من ناحية، وازدهار النشاط التجاري في البلدان والمناطق البروتستانتية في ألمانية وفرنسة من ناحية أخرى، الصلة بين القدر والرزق، بين الإيمان والنجاح، بين التقوى والكسب.
Halaman tidak diketahui