Akal Saya dan Akal Anda

Salama Musa d. 1377 AH
92

Akal Saya dan Akal Anda

عقلي وعقلك

Genre-genre

تختلف المرأة وراثيا وبيئيا عن الرجل، وصحيح أنهما يعيشان في مجتمع واحد، ولكن هذا القول تعميمي أكثر مما هو تفصيلي، وهو أشبه بقولنا: إن الإخوة في البيت يعيشون في بيئة أو وسط واحد.

ونحن نجد في الحالتين أن الوسط ليس واحدا للرجل والمرأة، وكذلك ليس واحدا للإخوة في البيت، ذلك أن الرجل ينشأ على حرية لا تجد مثلها المرأة؛ إذ هي تطالب بالكظم أكثر منه، وتجد من الزواجر ما لا يجد، وهو يتطلع إلى النشاط الاجتماعي على آفاق واسعة في التجارة والوظيفة والسياسة وغير ذلك، في حين هي تمنع تقريبا من كل هذا.

وكذلك الشأن في الإخوة في البيت؛ فإنهم فيما يبدو على السطح سواء في الوسط، ولكن اعتبر الفروق التي تنشأ من اختلاف الوسامة بينهم وتعلق الأبوين أو أحدهما بشخص دون آخر منهم، واعتبر الابن الأكبر الذي لا يجد مزاحما مع سائر الأبناء والبنات الذين زاحم بعضهم بعضا للحصول على «المجال الحيوي» في البيت، واعتبر الابن الأصغر المدلل، والبنت الوحيدة بين خمسة أبناء، أو الابن الوحيد بين خمس بنات، فكل هذه الظروف تثبت لنا أن بيئة البيت مختلفة للأبناء، وهذا الاختلاف يؤدي إلى خصائص سيكلوجية لكل منهم.

وكذلك الشأن في المرأة التي تعيش في مجتمعنا نحن الرجال؛ فإننا نحوطها بما يفصلها عنا نفسيا؛ ولذلك نحتاج إلى أن نسهب قليلا في شرح الخصائص السيكلوجية التي تتسم بها بسبب هذا الفصل، والأثر السيكلوجي لهذا الحال أيضا في الرجل.

كلنا يعرف أن الرجل أقوى عضلات من المرأة، ونحن في هذا لا نشذ عن الحيوان؛ لأن الذكر على الدوام أقوى من الأنثى، كما نرى في الديكة إزاء الإناث من الدجاج، أو في الأسد إزاء اللبؤة، أو ذكر الجاموس إزاء أنثاه؛ فإنه وحش وهي وديعة، ثم يجب ألا ننسى أن الأنثى تحمل وتلد، وكلا هذين العملين يعجزها مدة طويلة فتضعف أمام الذكر، بل هي تحتاج إلى معاونته، وكثيرا ما يعاونها.

والروح العدواني واضح في الذكور، وليس واضحا في الإناث، وشيء من هذه الشهامة التي نجدها بين البشر في علاقة الرجل بالمرأة نجد مثله أيضا بين الحيوان؛ فإن الذكر يقاتل الذكر، ولكنه لا يقاتل الأنثى، وكثيرا ما ينسحب أمامها، مع أنها قد تكون هي المعتدية.

وضعف المرأة واحتياجها إلى معونة الرجل في الحمل والولادة، كلاهما قد زاد ضعفها وجعل السيادة للرجل في الحضارة القائمة، وحضارتنا إلى الآن هي حضارة الرجال؛ أي إن أوزانها وقيمها هي أوزان الرجل وقيمه، والأغلب أن هذه الحال ستتغير قريبا؛ لأن الوسط الصناعي يقرر الاستقلال الاقتصادي للمرأة، وهذا الاستقلال الاقتصادي يؤدي بدوره إلى استقلالها النفسي.

والمرأة، بعد هذا الذي ذكرناه، ترث تراثا بيولوجيا يختلف عن تراث الرجل؛ فإن الحيض يأتيها كل شهر، وهذا الحدث الشهري يحملها على المسارة والمواربة؛ لأنها لا تحب أن تصرح به، وهي حين تكتمه وتختلط بنا تغشى نفسها حال لا نعرفها نحن الرجال، فإن هذا الحيض يحدث تزعزعا هورمونيا، حتى إنها تتقزز وتضيق قبل انطلاق الدم.

ثم كلنا يعرف أن كظوم المرأة كثيرا أكثر من كظوم الرجل؛ لأننا نتسامح مثلا في الانزلاق الجنسي للصبي أو الشاب، ولكننا لا نتسامح بتاتا للفتاة بمثل هذا الانزلاق لخطورته عندها، وفي تربية الأبناء والبنات من المألوف أن نجد الأم تقول لابنتها: «لا تفعلي هذا، هل أنت ولد؟»

وهذه الكظوم العاطفية الكثيرة تحدث توترات نفسية كثيرة عندها، ثم لها أثر آخر، هو أنها؛ أي: الفتاة، تصد عن كثير من النشاط النفسي أو الذهني الذي يمارسه الشاب، وقد يعزى تأخر الفتاة في العلوم والآداب والتجارة والاختراع إلى كثرة هذه الزواجر التي تتلقاها في صباها وشبابها: «أنت لست مثل الولد، لا تفعلي هذا، لا تفعلي ذاك» لأن كل هذا يؤدي في النهاية إلى أنها - هي نفسها - تقيم لنفسها سدودا تحد من نشاطها، فلا تفكر في هذا الموضوع ولا تمارس هذا النشاط.

Halaman tidak diketahui