Aqibah Dalam Mengingati Kematian

Ibn Kharrat Ishbili d. 581 AH
82

Aqibah Dalam Mengingati Kematian

العاقبة في ذكر الموت

Penyiasat

خضر محمد خضر

Penerbit

مكتبة دار الأقصى

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٠٦ - ١٩٨٦

Lokasi Penerbit

الكويت

Genre-genre

Sastera
Tasawuf
أَكثر من الْعَافِيَة وَكلما عظم ملكه عظمت همته وامتد أمله وَأَرَادَ مَا لَا يُمكن وَطلب مَالا يجد وَقد يَأْتِيهِ النكد من حَيْثُ لَا يظنّ وَيدخل مَعَه الْهم من حَيْثُ لَا يحْتَسب وَلَو من جَارِيَة يُحِبهَا أَو امْرَأَة يشغف بهَا فيجعلها قبلته ويصفي لَهَا مودته ويخلص لَهَا محبته وَيُرِيد مِنْهَا مثل ذَلِك والقلوب قد تتنافر والمزاج رُبمَا يخْتَلف والطباع قد لَا تتفق فَيرى مِنْهَا خلاف الَّذِي يُرِيد ويجد عِنْدهَا غير الَّذِي يطْلب وَلَا يقدر على معاقبتها لِأَنَّهُ إِن عاقبها إِنَّمَا يُعَاقب نَفسه وَإِن آلمها إِنَّمَا يؤلم قلبه فتجده يتَحَمَّل مِنْهَا مَالا يتَحَمَّل من بعض رَعيته فَبَيْنَمَا هُوَ ملك إِذْ قد صَار مَمْلُوكا وبينما هُوَ رَئِيس إِذْ قد عَاد مرؤوسا كَمَا قد سمع وَتحقّق عَن بعض الْمُلُوك حَتَّى قَالَ أَمِير الْمُؤمنِينَ هَارُون الرشيد وقصته مَشْهُورَة ملك الثَّلَاث الآنسات عناني ... وحللن من قلبِي بِكُل مَكَان مَالِي تطاوعني الْبَريَّة كلهَا ... وأطيعهن وَهن فِي عصيان مَا ذَاك إِلَّا أَن سُلْطَان الْهوى ... وَبِه قوين أعز من سلطاني وَقد تكون صَادِقَة فِي محبتها مخلصة فِي مودتها فيتهمها فِي ودادها وَلَا يصدقها فِي إخلاصها لشدَّة كلفه بهَا وفرط محبته لَهَا لِأَنَّهُ يتخيل أَن عيشه لَا يطيب وسروره لَا يتم وفرحه لَا يكون إِلَّا بِأَن تخلص لَهُ الْمَوَدَّة من قَلبهَا وتحبه من ذَات نَفسهَا وَقد تكون لَهُ كَمَا يُرِيد فيخلع عنانه مَعهَا وَيَسْتَوِي سروره بهَا فيصاب فِيهَا بِمَرَض أَو يفجع فِيهَا بِمَوْت فَيَعُود الْفَرح حزنا وَالسُّرُور هما كَمَا يرْوى فِي قصَّة يزِيد بن عبد الْملك أَمِير الْمُؤمنِينَ أَنه كَانَ مشغوفا بِجَارِيَة يُقَال لَهَا حبابة وَكَانَت قد مَلَأت قلبه وأطاشت عقله وأذهبت لبه وَنزلت من نَفسه حَيْثُ أَرَادَت وحلت مِنْهُ بِالْمحل الَّذِي شَاءَت وَكَانَ قد نزل مِنْهَا بِالْمَكَانِ الَّذِي نزلت مِنْهُ

1 / 104