Aqibah Dalam Mengingati Kematian

Ibn Kharrat Ishbili d. 581 AH
14

Aqibah Dalam Mengingati Kematian

العاقبة في ذكر الموت

Penyiasat

خضر محمد خضر

Penerbit

مكتبة دار الأقصى

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٠٦ - ١٩٨٦

Lokasi Penerbit

الكويت

Genre-genre

Sastera
Tasawuf
المغترين والجهلة المخدوعين وَمَا وَرَاءه من السُّؤَال والحساب وَالثَّوَاب وَالْعِقَاب وَالله الْمُسْتَعَان وَعَلِيهِ التكلان وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم ولعلك تظن بِقَوْلِي هَذَا وَبِالْجُمْلَةِ فالموت طَرِيق نجاة يركبهَا الْمُؤْمِنُونَ الْكَلَام إِلَى آخِره إِنِّي إِنَّمَا أردْت بذلك تهوين الْمَوْت وتسهيل كربه وتحقير خطبه والازدراء بِشَأْنِهِ وَقلة المبالاة بِهِ كلا وَمن كتبه على الْبشر وَجعله عِبْرَة من العبر وَإِحْدَى آيَاته الْكبر مَا قلت ذَلِك لهَذَا وَإِنَّمَا قلته للحالة الَّتِي يؤول الْمُؤْمِنُونَ إِلَيْهَا ويقيمون عَلَيْهَا ويكرمون بهَا ويخلدون فِيهَا فَذَلِك يهون الْمَوْت وَمَا هُوَ أعظم من الْمَوْت بل الْإِقَامَة فِي سكراته وتجرع مراراته آلافا من السنين وأضعاف مَا تعده مئين وَإِلَّا فالموت هُوَ الْخطب الأفظع وَالْأَمر الأشنع والكأس الَّتِي طعمها أكره وأبشع وَإنَّهُ الْحَادِث الهادم للذات والأقطع للراحات والأجلب للكريهات وَإِن أمرا يقطع أوصالك وَيفرق أعضاءك ويفتت أعضادك ويهد أركانك لَهو الْأَمر الْعَظِيم والخطب الجسيم وَإِن يَوْمه لَهو الْيَوْم الْعَقِيم وَمَا ظَنك رَحِمك الله بنازل ينزل بك فَيذْهب رونقك وبهاءك ويغير منظرك ورواءك ويمحو صُورَة جمالك وَيمْنَع من اجتماعك واتصالك ويردك بعد النِّعْمَة والنضرة والسطوة وَالْقُدْرَة والنخوة والعزة إِلَى حَالَة يُبَادر فِيهَا أحب النَّاس لَك وأرحمهم بك وأعطفهم عَلَيْك فيقذفك فِي حُفْرَة من الأَرْض قريبَة أنحاؤها مظْلمَة أرجاؤها مُحكم عَلَيْك حجرها وصيدانها متحكم فِيك هوامها وديدانها ثمَّ بعد ذَلِك يتَمَكَّن مِنْك الإعدام وتختلط بالرغام وَتصير تُرَابا تطؤه الْأَقْدَام

1 / 36