Aqidah Para Pemikir
عقائد المفكرين
Genre-genre
ولا تبنى على هذه الدعائم معرفة، ولا يصح التعلل بسلب المعرفة للروغان من كل جواب، وإزاء هذه المعرفة الممتنعة أو المسلوبة تأتي العقيدة فتستولي علي إلى الحد الذي يتيح لي أن أعيش بها، وترفعني إلى الحضور الإلهي بقوتها.
ولا يقوم الإيمان في فلسفة جاسبر على إله منعزل عن الخلق، فإن الإله بغير خلق فكرة مجردة يختفي فيها كل شيء، ولا يقوم على إله نعبده لنلجأ إليه بصلواتنا، فإننا بهذا نعبد أنفسنا ونجعلها محورا لوجود الله وسائر الموجودات، ولا يقوم الإيمان على ادعاء اليقين بمقاصد الله ومشيئته في خلقه، فإن شرور التعصب كافة قد نجمت من هذا الادعاء، وإنما يقوم الإيمان على استخلاص «الذات» من الشوائب التي تحجبها ثم باتجاهها صافية إلى الله بغير حجاب، وفي هذا الاتصال الذي لا نهاية له حقيقة كل إيمان. •••
وفي فرنسا تذيع الوجودية - عقيدة وسلوكا من طرفي الإيمان والإنكار - قصاراها من الذيوع.
إلا أن الوجودية المؤمنة تنفرد في فرنسا بظاهرة خاصة لا تشاهد في غيرها، وهي التحول من الإلحاد إلى التدين بمذهب الكنيسة أو بالتوفيق بين هذا المذهب وبين التعبيرات الفلسفية التي يستعان فيها بالرمز والتمثيل.
وعلى هذا المثال تحول الفلاسفة الوجوديون المتدينون جاك ماريتان (Maritan)
وجبرييل مارسل (Marcel)
ولويس لافيل (Lavelle)
وغيرهم ممن لم يبلغوا مبلغهم من المكانة والصيت.
وقد ألحد ماريتان ثم تتلمذ للفيلسوف برجسون فانتقل من الإلحاد إلى الإيمان بالقوة الخالقة، ثم شك في القوة الخالقة التي لا تني تتغير لأنها ناقصة بذاتها محتاجة إلى قوة دائمة تحيط بهذه الغير ولا تتغير معها، ثم أعلن انتماءه إلى الكنيسة مع إيمانه بأن إرادة الله تظهر من استقراء حوادث التاريخ كما تظهر من فهم وحيه وتنزيله على ضوء الرمز والتمثيل.
ويلجأ مارسل إلى العقيدة على أنها تكملة المجهود العقلي وليست بديلا منه ولا نظيرا يناظره ويتغلب عليه، فإذا اجتهد العقل غاية اجتهاده بقي العمل الذي تتولاه العقيدة وتخف إليه كما يخف المنجد إلى صديق قصر به المطاف دون النهاية، وآفة الآفات التي تساور النفس اليائسة في زماننا أنها تعامل الإنسان معاملة موضوع يفهم ويستفاد منه (Object)
Halaman tidak diketahui