Aqidah Para Pemikir
عقائد المفكرين
Genre-genre
وقد حل رويس مشكلة الشر باعتبارها آية من آيات الكمال الإلهي تثبت الكمال ولا تنفيه، فإنما الكمال أن يعارض النقص معارضة فعالة لا أن يكون قوامه سلبيا لخلو الكون من النقائص والشرور، فآية الكمال أن الله يخلق الخير ويخلق له أدواته التي يقاوم بها نقيضه، ولو قام الخير مفردا بغير نقيض لما تم له الكمال. وتبدو ملامح الفلسفة الألمانية واضحة في مذهب رويس ولا سيما مذهبي هيجل وشوبنهور، ولكنه يغربل المذهبين ويستصفي منهما عناصر الإيمان والتوفيق بين العقيدة الفلسفية وعقائد الديانات.
ولا بد عند الكلام على الفلسفة في أمريكا من الإلماع إلى مذهب الواقعية الجديدة (Neo-Realism)
الذي يشيع فيها هذه الأيام، وهو مذهب يدل على اتجاه جديد «للواقعية» نفسها يبين لنا الفارق بين الواقعيين من مفكري القرن العشرين والواقعيين من مفكري القرن الماضي، وهو فارق مهم في اتجاه الفكر الحديث حيال المسائل الغيبية على العموم، فإن الواقعيين الجدد لا يعتبرون التصديق بالواقع منافيا للتصديق بالغيب المجهول، بل يجعلون المعرفة معرفتين: إحداهما علمية وهي التي تنعزل عن شعور العارف وأمله، والأخرى عملية ذاتية، ومنها المعرفة الدينية الغيبية التي تناط بها الآمال في حياة أفضل من الحياة الحاضرة سواء في هذا العالم أو في عالم آخر، ولا مانع عند الواقعيين الجدد أن تكون هذه المعرفة مقترنة بالحقيقة وإن لم تثبتها التجارب العلمية في حيزها المحدود، ويرجع في استقصاء آراء هؤلاء المفكرين إلى مجموعة هورنلي
4
أستاذ الفلسفة السابق بجامعة هارفارد وإلى كتاب الفيلسوف بيري
5
عن الاتجاهات الفلسفية المعاصرة. •••
وبعد فإن الفلسفة تذهب في كل مذهب، وتتسع للتصور كل متسع، إذا تتبعناها إلى أطرافها لم نحصرها في أقسام محدودة، فإذا تتبعناها إلى مركزها أو محورها فهناك يتأتى تقسيمها إلى أقسامها المجملة، ومن النظر إلى مراكز الفلسفة في القرن العشرين يخلص لنا أنها تنقسم إلى ثلاثة أقسام: (1) طائفة نفضت يديها من مباحث «ما وراء الطبيعة» لأنها من المجهولات التي لا تعرف ولا تقبل المعرفة بالوسائل العلمية أو العقلية، وينتمي أصحاب المنطق الوضعي إلى هذه الطائفة، كما ينتمي إليها الشكوكيون، أي اللاأدريون. (2) وطائفة جزمت بإنكار ما وراء الطبيعة ولا سند لها من نظريات العلم في القرن العشرين، ولا سيما النظريات التي خرجت بالمادة من صورتها في العلم القديم إلى الصورة التي جعلتها في عداد المعقولات الرياضية. (3) وطائفة تؤمن أو تتجه إلى الإيمان، ولا تجد من العلوم الحديثة تلك المقاومة التي كانت راصدة لها قبل القرن الأخير.
ومجمل القول في موقف الفلسفة كلها في هذا القرن أن الفلسفة المادية تتراجع من الهجوم إلى الدفاع بسلاح غير فعال.
الفلاسفة الوجوديون
Halaman tidak diketahui