Aqidah Para Pemikir
عقائد المفكرين
Genre-genre
ويومئذ لا يبقى من هذه الأجساد الحية غير الفكر الحي المجرد المطلق من جميع القيود. ... وليس في مذهب شو مطلب بعيد على الإرادة، فسوف تتحقق الحياة بالفكر المجرد كما تحقق الفكر نفسه، وكما تحقق الحس والنظر والسمع وسائر الحواس بالمحاولة بعد المحاولة والتصحيح بعد التصحيح. ... ويزعم شو أن التطور الخلاق صالح لأن يصبح ديانة جديدة لأبناء القرن العشرين، وكما قيل عن المعري إنه سئل عن قرآنه فقال: اتركوه حتى تصقله الألسنة في المحاريب. كذلك يقول شو عن ديانته هذه إنها لا تشيع بين جمهرة الناس حتى تنشأ حولها أساطيرها وأماثيلها ومعجزاتها، ولكنها مع هذا خير من الديانات العتيقة وخير من الشكوكية وخير من المادية العمياء، وخير من مذهب داروين العتيق والحديث ... ولا يصلح الإنسان على كل حال بغير إيمان. •••
وبين نوابغ الكتاب الإنجليز في العصر الحاضر الدوس هكسلي صاحب المشاركات المعروفة في الشعر والقصة والفلسفة، وهو صاحب نزعة صوفية واضحة في جميع كتبه، وديانته الصوفية عامة في غير عقيدة محدودة يجمعها مسلك عملي في الحياة قائم على القناعة والإقلال جهد الطاقة من علاقات المرء بالدنيا وهمومها، قطعا للشواغل السفلى وتوسيعا لمنادح النفس في التماس مطالبها العليا وتوفير حظها من المتعة بالحق والجمال.
ومن كتاب القصة العالميين الأديب النمسوي فرانز ويرفل (Werfel) (1890-1945) صاحب رواية أغنية برناديت ورواية الأيام الأربعين وكتاب بين السماء والأرض، وفيه خلاصة فلسفته الدينية والخلقية، ولا تخلو هذه الفلسفة من بقايا الصوفية الإسرائيلية القديمة؛ لأنه نشأ من سلالة إسرائيلية، ولكنه يورد المصطلحات مورد المجاز فلا تؤخذ على ظواهرها الحرفية.
يقول ويرفل في كتاب ما بين السماء والأرض:
إن تفسير الكون بالقياس والتعقيب هو أنجح أحابيل الشيطان؛ لأن حجته التي تقوم عليها جميع المذاهب الوضعية المادية هي أن الشيء يساوي نفسه (س = س، والأمة وليدة الإقليم الجغرافي، والفرد محكوم بظروفه، ومطالب الشعب السياسية تتوقف على حاجاته الاقتصادية، والفيل له جلد فيل لأنه ضروري له في اجتياز أشجار الغاب بغير ضرر يصيبه ... إلخ إلخ)، ومثل هذا التفسير لغايات الطبيعة هو عند الأحمق مفتاح كل باب بغير استثناء سر من الأسرار.
وقد نجح الشيطان في تزويغ الأصول الأولى من المسألة كلها وهي أصول الخلق، والكينونة ووجود الله، وإنما تتحقق الروحانية بالإلحاح كل الإلحاح على المسألة من جانبها هذا.
وقال في الكتاب نفسه:
إن الإنسان - وهو لفة قصيرة بين العالم العلوي والعالم السفلي - لا يفلح في شيء فلاحه في توليد الشرارة التي تنقدح من هذا الالتقاء بين العالمين: شرارة الفكر التي تصهر جميع الأخلاط.
وقال فيه:
كل تقدم فهو انفصال قد تتابع من النشأة الأولى، فالنبات يبقى مغروسا في البقعة الصغيرة من تربته، والحيوان يتجول في صقع محدود، والإنسان هو الذي يفارق ويعود.
Halaman tidak diketahui