Cantar Ibn Shaddad
عنتر بن شداد: تاريخية أدبية غرامية حربية تلحينية تشخيصية ذات أربعة فصول
Genre-genre
اسكت يابن شداد! أنت دأبك إثارة الفتن، ولولاك لما دخلنا بلاد اليمن، ولا نزحنا من الأوطان؛ خوفا من الملك النعمان. ومع غربتنا وبعدنا عن الأطلال، هيجت علينا فرسان اليمن والأقيال، بقتل الأمير داثر، وأخيه الأمير جابر، وقتل معاوية بن النزال، وبعض مشاهير الأبطال، وقد احمرت الجمرة، بقتل سيدي بني ضمرة. ولا بد أن بني سعد وبني تميم، يجتمعون علينا في عالم عظيم، من سادات العربان، وجبابرة بني قحطان، وكذلك بنو القين وبنو فهد، لا بد أن يبذلوا في قتالنا الجهد، لا سيما الملك الجون، الذي فارقناه محزون، وإذا بقينا على هذه الأهوال، تفنى فرساننا والأبطال، ونصير بين البشر، عبرة لمن اعتبر.
عمارة :
إن أخي الربيع يا عنتر، قد أصاب فيما أشار ودبر، وإلا إذا بقينا على رأيك، وتحت أمرك ونهيك، لا نفتر عن الحروب ليلا ولا نهارا، ولا نحصل على قرار إلى أن نصير كالهبا، وتلعب فينا أيدي سبا. وأنا قد سئمت من الحرب، ومعاناة الضرب، حينما كنت أصول وأجول وآخذ الميدان عرضا وطولا، ونحامي بسيوفنا عن النساء، في كل صباح ومساء.
عنتر :
ما هذا يابن زياد، ومتى تخلصون الوداد؟ أما كشفت عنكم الكروب مرار، وخلصت نساءكم من أيدي الأشرار؟ وحكمتكم في الملوك، وكل أمير وصعلوك؟! وكيف تكون يا أمير عمارة، كأخيك الربيع بالشجاعة والزعارة، وتبرطلون على حفظ أرواحكم بالأموال؟! أما هو عار عليكم أيها الرجال، أن تبذلوا أموالكم وخيلكم وجمالكم لمن لا يستحقها من الأنام، ولا ضرب لأجلها برمح وحسام؟! وهل يبذل المال، والنوق والجمال، لغير صلعوك عديم، أو أرملة أو يتيم، أو لقاصد من قصاد العرب، أو لشاعر من أهل الأدب؟! فما هذا يا فارس النياق؟
مقري الوحش :
هون عليك يا حلاحل الآفاق! فعمارة وأخوه الربيع، مطبوعان على كل فعل شنيع، وقيس بشأنهما أخبر، وأنت أبو الفوارس عنتر، الذي قهرت الآساد، وآكل خفارة كل القلاد. فبادر إن أمرت الآن؛ لنمرح إلى مروج الفصلان.
عنتر :
أحن إلى ضرب السيوف القواضب
وأصبو إلى طعن الرماح الكواعب
Halaman tidak diketahui