Sengaja... Dengarlah dan Anda Akan Didengar

Yusuf Idris d. 1412 AH
61

Sengaja... Dengarlah dan Anda Akan Didengar

عن عمد … اسمع تسمع‎

Genre-genre

والمحنة التي تمر بنا ليست من صنعنا وحدنا. إنها طريقة الغرب لضربنا في الصميم، إنها محاولة رهيبة لترويضنا؛ لترويض هذا الشعب المخيف الثائر الذي ظل يهدر بالثورة من 1882 إلى الآن، جيلا وراء جيل، وكبوة وراءها كبوة، ولكنه ماض في طريقه لا يرضخ ولا يكف برغم كل النكبات.

لقد ثرنا قبل كمبوديا وفيتنام، ثرنا حتى قبل روسيا والصين وكوريا والهند، كنا روادا للثورات.

ورغم بعض الخيانات فتاريخنا الكفاحي ناصع البياض.

ولقد كانت ثورة 23 يوليو بكل ما حملناها من أماني وأحلام، بكل ما آزرناها به من قوة وعزم وإصرار؛ محاولتنا الثانية الكبرى خلال نصف قرن واحد للخروج من زنازين العبودية إلى وديان الأحرار.

لقد خلقت الرأسمالية عقولها المفكرة وإنسانها المستقل الذكي، ولقد فعلت هذا بما يمكن أن نسميه ثورتها الثقافية الحضارية. إن النظام البرلماني الليبرالي الإنجليزي مثلا ليس من قبيل الأناقة الحضارية والوجاهة، إنه نظام نابع أساسا من احتياجات الرأسمالية الإنجليزية، ووسيلة ذكية لإشعار العامل المستغل بأنه حر، وبأن له رأيا، وبأن رأيه محترم؛ وذلك للظفر منه بأقصى مجهود خلاق يخدم في النهاية مصالح السادة الرأسماليين.

ولقد خلقت الثورة الاشتراكية إنسانها الجديد؛ ذلك المؤمن بأن مصالحه الشخصية مرتبطة ارتباطا لا ينفصم بمصلحة مجتمعه ككل، وأن الخير حين يعود يعود على الجميع، والخسارة حين تحل تحل بالجميع. حققت الاشتراكية بالثورة الثقافية الاشتراكية وجودا حقيقيا لإنسان جديد هو الذي يخترع الآن ويبتكر ويعمل، ونقل وينقل دولا مثل بلغاريا والمجر وبولندا - ولا أقول الاتحاد السوفييتي والصين - من عصر المحراث إلى عصر الكمبيوتر في المزرعة التعاونية.

ونحن، حقيقة، قد أنجزنا الكثير في مجال إنشاء الصناعات وبناء القوات المسلحة والخدمات والتعليم.

ولكن ...

هل غيرنا عقل هذا الإنسان الذي يبني ويصنع ويقوم بهذا كله؟

هل سلحناه بالوعي وعيون العصر والقدرة على فهم ما حدث له وما يمكن أن يحدث؟

Halaman tidak diketahui