Sengaja... Dengarlah dan Anda Akan Didengar
عن عمد … اسمع تسمع
Genre-genre
وأعود إلى اجتماع النقابات المهنية الذي ذكرته.
تحدث الكثيرون حديثا نافعا في أحيان، مضحكا في أحيان، ولكن القلوب والعقول مفتوحة، وفي صراحة تسكب المحتويات.
وصدر عن الاجتماع بيان هام وقرارات.
وكان أحد هذه القرارات إيفاد عدد مختار من أعضاء المؤتمر للتوجه إلى سوريا ولبنان والاتصال بالمسئولين هناك وبقيادات المقاومة لنشاركها الموقف من ناحية، ومن ناحية أخرى نتدارس معها ماذا يمكن أن نفعله.
وشرفني المجتمعون واختاروني عن نقابة الصحفيين ضمن هذا الوفد. وفي الحق لم أجد في نفسي حماسا كبيرا للعودة - بعد يومين فقط من المجيء - إلى بيروت دمشق. إن الزيارة الواحدة لبيروت تحدث لي في العادة نوعا من الحمى يلزمني دائما بعض الوقت كي ألم شتات نفسي وأعود كما أنا.
كان الوفد مكونا من الأستاذ مصطفى البرادعي نقيب المحامين ، ومن الدكتور عبد الرازق عبد الفتاح سكرتير عام نقابة المهندسين، ومن الأستاذ يوسف كامل عبد العزيز عضو مجلس نقابة المحامين، والأستاذ أحمد يحيى سكرتير عام النقابة، والدكتور المعتز بالله مبارك سكرتير عام نقابة الأطباء.
وصلنا بيروت، وقررنا أن نبدأ مهمتنا بعقد مؤتمر صحفي نظمه لنا الزميل الأستاذ طه نقيب الصحافة اللبنانية في نقابة الصحافة هناك، ولم أكن أتصور أننا وفقط في هذا المؤتمر الصحفي الأول نفسه سنكتشف حقيقة المهمة التي جئنا من أجلها. الغريب أننا لم نتفق على شيء، كل ما اتفقنا عليه كان أن ننتخب الأستاذ البرادعي رئيسا للوفد. ولكن بقيت المشكلة؛ ماذا نفعل؟ هل نكتفي بكلمات المجاملة التقليدية نحملها إلى إخواننا أعضاء المقاومة والشعب اللبناني الشقيق؟ هل نحمل لهم تحيات وتمنيات زملائنا النقابيين في مصر والذين يمثلون نصف مليون متعلم ومثقف؟ هل نقول قلوبنا معكم وسحقا لما يرتكبه الأعداء؟
السلاح المجهول
بالضبط لماذا لا يكون هناك عمل شعبي شامل وسريع وعلى مستوى الأمة العربية كلها من المحيط إلى الخليج؟
عمل ليس مهما حجمه أو لونه، ولكن المهم فيه أن يكون شاملا وفي وقت واحد، فليس مطلوبا من العمل - وبالذات في مراحله الأولى - أن ينزل بأمريكا أو بإسرائيل أضرارا بقدر ما هو مطلوب منه أن يكشف لأنفسنا عن أنفسنا، وبإرادتنا نصنع إرادتنا، إنها ليست كلمات إنشاء أو تراكيب أدبية، إنها حقائق علمية. إن السبب الرئيسي لروح الهزيمة واللامبالاة التي استشرت عقب 67 أننا بعد أن كنا أمة تكاد تكون - ولو بالروح - واحدة قبل الحرب، انقسمنا إلى أمم كثيرة وشيع بعدها، بل حدث ما هو أكثر، وأصبح كل فرد منا أمة بمفردها، أي استحال المائة مليون عربي في الحقيقة إلى عربي واحد هو أنا أو أنت فقط، أنا وحدي المهزوم واليائس وفاقد الإرادة، وحدي أتفرج ووحدي أحمل المأساة.
Halaman tidak diketahui