حصاني كان دلال المنايا
فخاض عبابها وشرى وباعا
وسيفي كان في الهيجا طبيبا
يداوي رأس من يشكو الصداعا
إذا الأبطال فرت خوف بأسي
ترى الأقطار باعا أو ذراعا
فكظم أبوها غيظه منها؛ لأنها قاومت الذين تعاهد معهم على أن يعطيهم وطنه لقمة باردة دون حرب أو عناء، ولم يستطع توبيخها أو تعنيفها؛ لأنه كان لا يزال تحت سلطة الرومانيين، ولم تصر مصر بعد إلى أيدي هؤلاء العتاة المغيرين ...
وعلى غير هذا الأسلوب أصلا وترجمة، يتعرض الدكتور جاك تاجر لتحقيق أمر المقوقس وتاريخ الفتح العربي، وسرد الوقائع والمرويات على نسق يوهم القارئ أن النظر في الوثائق والمعاهدات يعاد من جديد، فيقول في الصفحة الرابعة والأربعين من كتاب بعنوان «مسلمون وأقباط»:
إن الشخص الذي يطلق عليه مؤرخو العرب اسم المقوقس لم يزل غامضا، هل كان قبطيا؟ هل كان من أصل يوناني؟ هل المقوقس الذي سلم القاهرة هو نفسه الذي أبرم اتفاقية الإسكندرية؟ لم يصل المستشرقون بعد بحث وتنقيب خلال قرن أو أكثر إلى جواب دقيق عن هذه الأسئلة. نعم إننا اليوم أقرب إلى الحقيقة من أمثال شمبليون فيجاك شقيق شامبليون الذي صور لنا فيرس على أنه قس قلق ومفسد - خلف البطريرك جورج عام 630 - بينما حكم مصر أحد الأقباط كريم الأصل ومن أغنى أغنياء البلاد اسمه المقوقس، غير أن المستندات التي حصلنا عليها حتى الآن لا تسمح لنا بعد بتفسير هذا اللغز التاريخي تفسيرا تاما.
استعمل المؤرخون كلمة «مقوقس» باعتبارها اسم شخص معين. على أننا متأكدون تقريبا من أصل هذه الكلمة، إن البطريرك فيرس الذي عينه الإمبراطور هرقل محافظا على دوقية الإسكندرية كان قبل تعيينه أسقفا لمدينة فاز من مدن القوقاس، فلقب في مصر بلقب فوفيوس - القوقاسي - كما يشهد على ذلك أحد المستندات القبطية النادرة التي كشف عنها وأشار إليها إميلينو
Halaman tidak diketahui