يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون .»
وقد تلقى جواب المقوقس مؤذنا بالأمل، غير قاطع بالإباء، يقول فيه كما جاء في بعض نصوصه: «... فهمت ما تدعو إليه وقد علمت أن نبيا بقي، وقد كنت أظن أنه يخرج بالشام ...» ثم يقول: «وقد أكرمت رسلك، وبعثت إليك بجاريتين لهما مقام في القبط عظيم وبكسوة، وأهديت إليك بغلة لتركبها والسلام.»
وتعلقت الحوادث بأجلها الموعود.
وقال النبي
صلى الله عليه وسلم
جازما لصحابته الأقربين: «ستفتحون مصر فهي أرض يسمى فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما.» وعلم - عليه السلام - أنه فتح لا ينام عنه الغالب ولا المغلوب، فقال لصحابته: «إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا بها جندا كثيفا، فذلك الجند خير أجناد الأرض.» فقال أبو بكر - رضي الله عنه: ولم يا رسول الله؟ قال - عليه السلام : «لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة.»
فما كان من مسلم في حياة النبي - عليه السلام - أو بعد وفاته، إلا وهو يعلم أن مصر مفتوحة للمسلمين على يقين.
وإنما هو الأوان المحتوم في يوم غير معلوم.
وآية ذلك الأوان أن يجيء الخطر من قبل مصر، أو يقوم الروم فيها عائقا كئودا في سبيل الدعوة.
وعمرو بن العاص هو الذي قال: إنه رأى الآية بعينيه، وقال: إن العائق كئود إذا أجل، ميسور التذليل إذا عوجل قبل استقراره.
Halaman tidak diketahui