90

ملاحظاتهم وآرائهم بقلب مفتوح كما كان يفعل صاحباه من قبل ، لكي تبقى للخلافة هيبتها وللمسلمين وحدتهم ، لكنه تهاون أزاء ذلك فأدى تهاونه إلى ما انتهت إليه الأمور من خسارة وتمزيق.

لقد كان تسامحه مع أهل بيته وأقربائه وحبه لهم وتقريبه إياهم هو السبب الأول في تحويل مركز الخلافة إلى سلطة زمنية أهملت الكثير من توجيهات القرآن وتعاليم الإسلام. ويصف المؤرخون عثمان بأنه « كن جوادا وصولا بالأموال ، وقدم أقاربه وذوي رحمه على سائر الناس ، وسوى بين الناس في الأعطية ، وكان الغالب عليه مروان بن الحكم وأبو سفيان بن حرب (1).

كما كان إلى جانب ذلك يستخف بصيحات الصحابة من المهاجرين والأنصار ، ويضع من قدرهم ما استطاع ، ويرد على من ينتقد ولاته وعماله من زعماء الأمصار وقادتهم بالتجريح تارة ، وبالنفي والإذلال إذا رأى في ذلك رادعا.

ولنلقي الآن نظرة سريعة تجاه سياسة عثمان المالية ، والإدارية ، والتأديبية.

Halaman 91