166

وخطب علي (ع) الناس في يوم الجمعة ، فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه وصلى على رسوله :

أوصيكم بتقوى الله فان تقوى الله خير ما تواصى به عباد الله وأقربه إلى رضوان الله وخيره في عواقب الأمور عند الله ، وبتقوى الله أمرتم ، وللإحسان والطاعة خلقتم ، فاحذروا من الله ما حذركم من نفسه فانه حذر بأسا شديدا ، واخشوا خشية ليست بتعذير ، واعملوا في غير رياء ولا سمعة، فانه من عمل لغير الله وكله الله إلى ما عمل له ومن عمل لله مخلصا تولى الله أجره ، اشفقوا من عذاب الله فانه لم يخلقكم عبثا ولم يترك شيئا من أمركم سدى ، قد سمى أثاركم وعلم أعمالكم وكتب أجالكم ، فلا تغتروا بالدنيا فانها غرارة لأهلها مغرور من اغتر بها ، وإلى فناء ما هي ، وان الآخرة هي دار الحيوان لو كانوا يعلمون ، اسأل الله منازل الشهداء ومرافقة الأنبياء ، ومعيشة السعداء فإنما نحن به وله.

ثم استعمل علي (ع) العمال وفرقهم في البلاد واستعد لمواجهة معاوية وأهل الشام (1).

علي يدعو معاوية إلى البيعة

أقبل جرير بن عبد الله البجلي إلى علي (ع) فقال له : ابعثني يا أمير المؤمنين إليه يعني معاوية فانه لم يزل لي مستخصا وودا ، آتيه فأدعوه على أن يسلم لك هذا الأمر ويجتمع معك على الحق على أن يكون أميرا من أمرائك وعاملا من عمالك ما عمل بطاعة الله واتبع ما في كتاب الله ، وأدعو أهل الشام إلى طاعتك وولايتك ، فجلهم قومي وأهل بلادي ، وقد رجوت ألا يعصوني.

فبعثه علي (ع) وقال له : إن حولي من أصحاب رسول الله (ص) من

Halaman 167