Ejen Rahsia: Kisah Mudah

Ibrahim Sanad Ahmad d. 1450 AH
21

Ejen Rahsia: Kisah Mudah

العميل السري: حكاية بسيطة

Genre-genre

ابتسم ميكايليس - صاحب الإفراج المشروط - ابتسامة غامضة بشفتيه المطبقتين؛ وتدلى وجهه المستدير الشاحب تحت وطأة موافقة حزينة. كان هو نفسه سجينا. كان جلده قد فح طشيشه تحت وطأة أداة الوسم المتقدة؛ ومن ثم تمتم بصوت منخفض. ولكن الرفيق أوسيبون - الملقب بالطبيب - كان حينئذ قد تجاوز الصدمة.

استهل كلامه قائلا بازدراء: «أنت لا تفهم» ولكنه توقف فجأة، خوفا من السواد المكفهر البادي في العينين الغائرتين في الوجه الذي استدار نحوه ببطء محدقا بنظرة عمياء، كأنما تنقاد بالصوت فقط. توقف عن النقاش، بهزة خفيفة من كتفيه.

كان ستيفي، الذي اعتاد على التحرك من دون أن يأبه له أحد، قد نهض عن مائدة المطبخ، حاملا رسوماته إلى السرير معه. كان قد وصل إلى باب غرفة المعيشة في الوقت المناسب ليتلقى الصعقة الكاملة لتصوير كارل يوندت البليغ. سقطت الورقة المغطاة بالدوائر من بين أصابعه، وظل يحملق في الإرهابي العجوز، وكأن قدميه غاصتا في مكانهما من رعبه المرضي وخوفه من الألم الجسدي. لم يكن يخفى على ستيفي أن وضع الحديد المتقد على بشرة الإنسان مؤلم أشد الألم. تطاير شرر السخط والخوف من عينيه؛ يمكن أن يسبب ألما مروعا. وقف فاغرا فاه.

كان ميكايليس قد استعاد ميله إلى ضرورة العزلة من أجل أن يستمر حبل أفكاره، بالتحديق بشرود ذهن في النار. كان تفاؤله قد بدأ يتدفق من بين شفتيه. رأى أن الرأسمالية محكوم عليها بالفشل من مهدها، فقد ولدت ومعها سم مبدأ المنافسة في نظامها. فكبار الرأسماليين يلتهمون صغار الرأسماليين، وتركيز السلطة وأدوات الإنتاج في أيدي حشود كبيرة، وإتقان العمليات الصناعية، وجنون تعظيم الذات، كل ذلك لم يكن سوى تحضير للإرث الشرعي لطبقة البروليتاريا الكادحة وتنظيمه وإثرائه وتجهيزه. تلفظ ميكايليس بالكلمة العظيمة «الصبر»؛ واكتست عيناه الزرقاوان، اللتان ارتفعتا إلى السقف المنخفض لغرفة المعيشة في منزل السيد فيرلوك، بمسحة من صدق ملائكي. على عتبة الباب، بدا ستيفي هادئا وغارقا في بلاهته.

ارتعش وجه الرفيق أوسيبون غضبا. «إذن، لا فائدة من فعل أي شيء؛ لا فائدة على الإطلاق.»

اعترض ميكايليس بلطف: «لا أقول ذلك.» كانت رؤيته للحقيقة قد اتضحت لدرجة أن تردد صوت غريب عجز عن أن يقطع حبل أفكاره هذه المرة. ظل ينظر أسفل إلى الفحم المتأجج. كان التحضير للمستقبل ضروريا، وكان مستعدا للاعتراف بأن التغيير الكبير ربما يأتي في صورة اضطراب ثورة. ولكنه قال بأن الدعاية الثورية عمل يتطلب دقة وضميرا حيا. كانت بمثابة التثقيف لسادة العالم. لا بد من توخي الحذر مثلما هو الحال مع التثقيف الذي يمنح للملوك. كان يريد أن تقدم مبادئها بحذر، بل بوجل؛ إذ نجهل التأثير الذي قد يحدثه أي تغيير اقتصادي في سعادة البشرية وأخلاقياتها وتفكيرها وتاريخها. فالتاريخ تصنعه أدوات الإنتاج، ولا يصنع بالأفكار؛ وكل شيء تغيره الظروف الاقتصادية - الفنون والفلسفة والحب والفضيلة - والحقيقة نفسها!

قبع الفحم في قاع موقد المدفأة مصدرا صوت تحطم طفيف؛ ونهض ميكايليس مندفعا؛ ميكاليس الذي غرق كالنساك في الرؤى وهو في غياهب السجن. فتح ذراعيه السميكتين القصيرتين مثل بالون منتفخ، وكأنه كان يحاول عبثا أن يضم إلى صدره عالما يتجدد ذاتيا. وأخذ يلهث بحماس. «المستقبل مؤكد مثل الماضي، العبودية، الإقطاعية، الفردية، الجماعية. هذا نص قانون، وليس نبوءة فارغة.»

أظهر بروز شفتي الرفيق أوسيبون السميكتين بازدراء السمة الزنجية لوجهه. «هراء.» قال ذلك بهدوء كاف. «لا يوجد قانون ولا توجد حقيقة مؤكدة. يمكن تأجيل الدعاية التثقيفية. ما يعرفه الناس لا يهم، فمعرفتهم بالأمور ليست دقيقة على الإطلاق. الأمر الوحيد الذي يهمنا هو الحالة العاطفية لدى الجماهير. فلا أفعال من دون استثارة العواطف.»

توقف قليلا، ثم أردف بإصرار معتدل: «أنا أتحدث إليكم بطريقة علمية ... علمية ... ماذا؟ ماذا قلت يا فيرلوك؟»

قال السيد فيرلوك بصوت أجش من فوق الأريكة: «لا شيء.» وكانت قد استثارته الكلمة البغيضة إليه، فتمتم بكلمة «اللعنة».

Halaman tidak diketahui