إلى متى تعلل بالأماني الكاذبة ؟! وتضيع الحقوق الواجبة ؟! دفنت الأحباء فلم تعتبر، وغيبتهم في الثرى فلم تزدجر، ما للناس لا يرجعون ؟! يوعظون فلا يتعظون، ينهون فلا ينتهون، ينادون فلا يسمعون، { استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله } [المجادلة: 19]. ( وغشي على قلوبهم الران فالقلوب مسودة متباعدة، والأجسام منافقة متوآدة ). يقولون مالا يفعلون، يأملون مالا يبلغون، { وإذا قيل لهم أركعوا لا يركعون } [المرسلات: 48]. وإذا أمروا بالطاعة لا يطيعون، ويجمعون مالا يأكلون ولا يلبسون، بل هم يكذبون ويسرقون، وينافقون ويحلفون، ويعدون ويخلفون، ويرآؤون ويبخلون، فبأي حديث بعد القرآن يؤمنون ؟! ويجمعون مالا يأكلون، ويمنعون مالا ينفقون، ويبنون مالا يسكنون، ويقطعون ولا يصلون، ينافقون ولا يخلصون، لا من الله يخافون، ولا منه عند المعاصي يستحيون، ينامون نوم البهائم، ثم نسوا يوما يؤخذ فيه بالجرائم، لاالله يخافون ، ولا عقابه يحذرون، يصبحون، على خلاف ما يمسون، هممهم دنية، وأعمالهم ردية، وأحوالهم غير مرضية.
Halaman 288