لا حيلة لي غير الرجوع، والتضرع والخضوع، والإقبال والإياب، وتعفير الوجه في التراب، والتذلل عند الباب، وقراءة آيات الكتاب، والسجود لرب الأرباب، وترك الإشتغال بالأشغال، والإقبال على مقدر الأرزاق والآجال، وترك المعارضة، ورفض المناقضة، وحنين وحرقات، وأنين وزفرات، وسهر دائم، وليل قائم، ونهار صائم، وقلب هائم، ووعظ لائم، فرار، بلا قرار، فراق كل محبوب، والبين عن كل منسوب.
الحيلة ترك الإستراحة، في طلب الراحة، ودوام النياحة، مع القيام على السياحة، وترك الخطايا، واستعداد المطايا.
الحيلة أن تخضع حتى تسمع، ويخاف القلب ويخشع، وتعبر العين وتدمع، اقرع الباب، يأتيك الجواب.
قال الوافد: قد سمعت لذيذ المناجاة، كيف أصنع في داء قد تمكن في قلبي حتى أقلعه وأحسمه ؟
قال العالم: من أوجعته علته، أظهر عند الطبيب زلته، وأبدى إليه شكيته، من عدم مراده، قلق فؤاده، ومن قلق فؤاده، بان منه رقاده، ارفع خواطر القلب إلى الرب، فهو يجلي الكرب، ويغفر الذنب، ارفع حوائجك إلى ربك، كما ترجوه لغفران ذنبك، اكتب قصة الإعتذار، بقلم الإفتقار، امش إلى باب الجبار، بقدم الإضطرار، في وقت الأسحار، وارفع يديك بالإستغفار.
Halaman 279