وسطعت الشمس الاستوائية كالشهد الدافئ، فوق أجساد الأطفال العارية، الذين يتقلبون بغير نظام بين زهرات الباسية، وكان البيت في أي منزل من المنازل العشرين ذات السقوف المصنوعة من النخيل، وكان الحمل عند أهل طروبرانده عمل الأسلاف البائدين، ولم يسمع أحد بالأب.
قال المراقب: «إن المتناقضات تتلاقى، لا لشيء إلا لأنها خلقت لكي تتلاقى.» - «يقول الدكتور ولز: إن الاستعاضة عن الحمل ثلاثة شهور، يكون لها أثر كبير في صحتي خلال السنوات الثلاث أو الأربع المقبلة.»
قالت ليننا: «أرجو أن يكون مصيبا، ولكن هل تقصدين حقا أن تقولي، يا فاني، إنك خلال الأشهر الثلاثة المقبلة لا يصح أن ...» - «كلا يا عزيزتي، إنما يكون ذلك لمدة أسبوع أو أسبوعين فقط، سأقضي هذا المساء في النادي، ألعب البريدج الموسيقي، وأظن أنك ستخرجين، أليس كذلك؟»
فأومأت ليننا برأسها. - «مع من؟» - «مع هنري فستر.» - «مرة أخرى؟» وبدا على وجه فاني الشفيق الشاحب كالقمر، تعبير غير ملائم، ينم عن دهشة الألم وعدم الموافقة، ثم قالت: «هل تقصدين أن تقولي إنك لا زلت تخرجين مع هنري فستر؟»
الأمهات والآباء، الإخوة والأخوات، وكان هناك كذلك الأزواج والزوجات والعاشقون، وكان هناك كذلك الزواج من واحدة والهيام.
قال مصطفى مند: «وإن كنتم ربما لا تعرفون ما هذه الأشياء.» فهزوا رءوسهم. «الأسرة والزواج من واحدة، والهيام، في كل هذا تلمس التحديد والاهتمام المركز، وتوجيه الدوافع النفسية والنشاط في قناة ضيقة.»
ثم اختتم حديثه مرددا المثل الهينوبيدي: «كل فرد يتعلق بكل فرد آخر.»
فأومأ الطلبة برءوسهم بالموافقة مؤيدين عبارة سمعوها أكثر من 62 ألف مرة في الظلام، مما جعلهم لا يقبلون صدقها فحسب، بل يعتبرونها بدهية توضح نفسها، لا جدال البتة فيها.
واحتجت ليننا قائلة: «ولكني لم ينقض علي أكثر من أربعة أشهر تقريبا منذ رفقتي لهنري.»
قالت فاني: «أربعة أشهر فقط! إني أحب ذلك.» ثم واصلت حديثها مشيرة بأصبعها، كأنها تتهم غيرها، وقالت: «وأكثر من ذلك، لم يكن هناك غير هنري طوال هذه المدة، أليس كذلك؟»
Halaman tidak diketahui