لقد أدهشهم أن يسمعوا أن الأطفال المساكين لم يسمح لهم بإمتاع أنفسهم، ولم يسعهم إلا عدم التصديق.
قال المدير: «حتى المراهقون من أمثالكم ...» - «مستحيل!» - «كانوا يحرمون قليلا استمتاع الفرد بنفسه - خفية - استمتاعا جنسيا، أو تبادل المتعة الجنسية بين أفراد الجنس الواحد. المتعة الجنسية محرمة كل التحريم.» - «كل التحريم! عجبا!» - «أجل، هو كذلك في أكثر الأحوال، حتى يربى الفرد على العشرين من عمره.»
فردد الطلبة هذه الكلمات: «العشرين من العمر!» في صوت واحد ينم عن عدم التصديق.
وكرر المدير كلمة «العشرين»، ثم قال: «لقد قلت لكم إنكم سوف تجدون الأمر بعيد التصديق!»
فسأل الطلبة: «وما الذي حدث؟ وماذا كانت النتيجة؟» «كانت النتيجة مزعجة.» ثم رن وسط حديثهم صوت عميق، أثار فيهم الذعر الشديد.
والتفتوا خلفهم، فإذا برجل غريب ربعة، أسود الشعر، ذي أنف مدبب، وشفتين حمراوين ممتلئتين، وعينين سوداوين نافذتين، يقف عند طرف تلك المجموعة الصغيرة.
وكان المدير في تلك اللحظة، قد جلس على أحد المقاعد المصنوعة من الصلب والمطاط، التي كانت تنتشر بصورة مريحة خلال الحدائق، ولكنه عند مرأى هذا الرجل الغريب، نهض واقفا واندفع إلى الأمام ويداه مبسوطتان، يبتسم بملء فيه، مبديا كل أسنانه.
فصاح به المدير: «أهلا بالمراقب! يا له من سرور غير منظور! فيم تفكرون أيها الأولاد؟ هذا هو المراقب، هذا صاحب السيادة مصطفى مند.»
حينئذ دقت الرابعة في وقت واحد، أربعة آلاف ساعة كهربية، من الأربعة آلاف حجرة التي يتألف منها المركز، وخرجت من أفواه الأبواق أصوات كأنها صادرة من أجسام حية، وكانت تردد هذا القول: «الآن ينتهي عمل الدور الأول من النهار، ويبدأ عمل الدور الثاني، انتهى دور النهار الأول ...»
وكان هنري فستر ومدير المصائر المساعد بالمصعد، في طريقهما إلى الغرف العليا للتبادل، وقد وليا برنارد ماركس من رجال مكتب علم النفس ظهريهما فجأة، فابتعدا عن رجل له سمعة سيئة.
Halaman tidak diketahui