فهز الهمجي رأسه وأجاب قائلا: «أصغ لهذه.» وفض قفل القمطر الذي كان يحفظ فيه كتابه الذي قرضته الفيران، وفتحه وقرأ ما يلي:
ليكن ذلك الطائر الصداح،
فوق تلك الشجرة العربية المنعزلة،
نذير الحزن وبوق ...
وثارت مشاعر هلمهلتز تدريجا وهو يصغي إليه، ولما بلغ الهمجي قوله: «الشجرة العربية المنعزلة» ذعر صاحبه، ولما بلغ قوله: «أنت أيها البشير الصارخ» سر سرورا مباغتا فابتسم، وعند قوله: «كل طائر ذي جناح مستبد» تدفق الدم في وجنتيه، ولكنه شحب وهزته عاطفة لا عهد له بها عند قوله: «الموسيقى البائدة.» وواصل الهمجي القراءة منشدا:
وارتاعت الصفات المشتركة؛
لأن النفس الواحدة قد تقسمت،
والطبيعة واحدة
وإن تعددت أسماؤها ...
وذهل العقل عندما رأى الأجزاء تتحد ...
Halaman tidak diketahui