Calam Qutbi
العالم القطبي ونورديا: دراسة جغرافية
Genre-genre
وأهم من المظهر الريفي المختلف في وسط السويد هو الشبكة الكثيفة من المدن الصناعية، ومنذ فترة طويلة يتميز وسط السويد باقتصاد متنوع مشترك من الزراعة إلى تربية الحيوان إلى الصناعة الحرفية، واليوم تسيطر المدينة الصناعية على المظهر العام للإقليم، وأدت الحرفية القديمة إلى إنتاج سلع صناعية ذات جودة عالية، تقتضي وجود مهارة عالية في العمالة، وهذه المنطقة هي التي أعطت الصناعات السويدية الشهرة الطيبة التي تتمتع بها في أرجاء العالم.
وقاعدة هذه الصناعات هي الأخشاب والحديد، كما في نورلاند ، ولكنهما قد استغلا منذ فترة طويلة، وفي أبسالا - العاصمة القديمة لسفيا والتي بنيت من جديد بعد احتراقها أوائل ق 18 شبكة طرق تنبعث منها منذ القرن الخامس عشر في كل اتجاه، وتحتوي الآن على صناعات قليلة - الدراجات والورق، وعلى سوق إقليمية، ويبلغ عدد سكانها خمسة وسبعون ألف شخص.
وفي منتصف المسافة بين منطقة أبسالا والحدود النرويجية توجد المنطقة المركزية للصناعة السويدية : برجسلاجن، وقد ظهر هذا الاسم في القرون الوسطى لوصف نوع من عمليات تنظيم التعدين أصدره الملك، ويتميز هذا التنظيم الاستغلالي بنوع من الاستقلال الذاتي والحقوق وبامتلاك المناجم ومساحات من الغابات فيما حولها، وكانت كل برجسلاجن عبارة عن جماعة اقتصادية ذات كفاية ذاتية: أرض زراعية وفلاحون يقدمون الغذاء، وعمال مناجم وحرفيون يصنعون الحديد ويقومون بعمليات النقل داخل إقليمهم، وفي القرن السابع عشر كان هناك خمسة عشر برجسلاجن معظمها شمال أبسالا، ثم زحف هذا النظام غربا إلى أن أصبحت المنطقة شمال البحيرات الوسطى تعرف الآن باسم برجسلاجن دون أن يكون لهذا الاسم المضمون التنظيمي القديم الذي تطور إلى النظم الصناعية الحديثة.
هذا؛ ويوجد في هذه المنطقة عدد من الخامات المعدنية ذات النسبة العالية من المعدن، كالحديد والمنجنيز والرصاص وغير ذلك مما سبقت الإشارة إليه، وإلى جانب ذلك فإن الغابات الصنوبرية الشاسعة في الإقليم تشكل منذ القدم خامة لا تنضب للصناعات الخشبية والورقية، أما الطاقة فلها مصدران: الفحم النباتي قديما - وهو لا يزال يستخدم لإنتاج أنواع ممتازة من الحديد والصلب، والطاقة المولدة حديثا من المساقط المائية المتعددة، وبذلك فإن الصناعة في إقليم برجسلاجن قد ارتكزت، قديما وحديثا، على خلفية طيبة من الخامات المتعددة الوفيرة، ومصادر الطاقة الجيدة، أضيفت إليها المهارة البشرية الناجمة عن الخبرة الطويلة، والملاحظ أن الصناعات المعدنية تميل إلى التركيز في القسم الشرقي من برجسلاجن، بينما تتوطن الصناعة المرتبطة بالأخشاب والورق في قسمه الغربي.
خريطة رقم (22): (1) منطقة برجسلاجن. (2) منطقة ڤستراس - صناعات هندسية. (3) منطقة استوكهولم الصناعية المتنوعة. (4) منطقة إسكلتونا - صناعات هندسية. (5) منطقة أوريبرو الصناعية. (6) منطقة جوتالاند الشرقية - مناطق نوركوبنج ولنكوبنج الصناعية. (7) منطقة بوراس - صناعات نسيج. (8) منطقة جوتبورج-جوتا ألف الصناعية. (9) منطقة سمالاند - صناعات الزجاج. (10) منطقة سكانيا الغربية - صناعات متنوعة.
وحينما نصل إلى البحيرات الكبرى نصل أيضا إلى المدن الكبيرة ذات الصناعات المتعددة، أما البحيرات الكبرى الثلاث فهي: مالرن
Malaren
عبارة عن فيورد شرقي غربي يتصل بالبلطيق عبر مضيق صغير نشأت عليه استوكهولم، أما بحيرة فيترن فتقع إلى الجنوب الغربي من مالرن، وهي عبارة عن انكسار طولي محوره شمالي جنوبي، ثم بحيرة فينرن تقع في الغرب وهي أكبر البحيرات الثلاث، وحدود هذه البحيرات الجنوبية واضحة بواسطة خط ركام جليدي، وتربط عدة أنهار هذه البحيرات معا، وهناك طريق ملاحي داخلي يسمى «قناة جوتا» يمر وسط السويد من جوتبورج على الساحل الغربي إلى نوركوبنج على الساحل الشرقي مارا ببحيرتي فينرن وفيترن، والأرض في هذا الإقليم زراعية خصبة على وجه العموم ولكن النمو الصناعي قد غطى على الاقتصاد الزراعي مما أدى إلى انكماش مدن زراعية كانت في الماضي مدنا كبرى.
وتظهر حول بحيرة مالرن عدة صناعات: ففي كوبنج تتركز الصناعات الميكانيكية، وفي فستراس نشأت الصناعات الكهروهندسية، وفيها مقر شركة
ASEA
Halaman tidak diketahui