139

Di Tepi Sirah

على هامش السيرة

Genre-genre

قال الوليد: «ما أنت وذاك يابن أخي! إن لك في مرح الشباب وأقداح نسطاس عن ذلك لشغلا. ولكنك تعلم على أقل تقدير أن أهل الحرم لا يخرجون منه إذا أرادوا الحج، فهم لا يفيضون من عرفة ولا يأتون منى ولا غيرها من المشاعر خارج الحرم، إنما يتركون ذلك لسائر العرب فضيلة لهم على الناس جميعا.»

قال عمرو بن هشام: «فضيلة خصوا بها أنفسهم ولم تخصهم بها الآلهة، وأقرت لهم بها العرب ضعفا وعجزا.»

قال الوليد: «هذا أول الشر. فأنت إذا لا تنكر على الأمين خروجه من الحرم، وإفاضته مع الناس من حيث يفيضون، وسيرته في الحج كسيرة رجل من العرب لا من قريش؟»

قال عمرو بن هشام: «لا أنكر عليه شيئا ولا أقره على شيء ولا أعنى من ذلك كله بكثير ولا قليل، ولو قد عنيت من ذلك بشيء لسلكت فيه طريق الأمين، ولأعنته وجاهدت معه، حتى نرد قريشا إلى السنة الأول ونلغي هذه البدعة التي ابتدعتها والتي لم نرثها عن آبائنا؛ لا لأني أحفل بقديم أو جديد، ولا لأني آبه لسنة أو بدعة، ولكن لأني أرحم هؤلاء العرب الذين تكلفونهم ما لا يطيقون، وتحملونهم ما لا يستطيعون له احتمالا، إيثارا لأنفسكم بالخير، واستكثارا للربح من غير وجهه، واتجارا بما لا ينبغي أن يتجر فيه. إنهم يأتونكم وقد حملوا ثيابهم وطعامهم وشرابهم، فتحرمون عليهم من ذلك ما أحل لهم من قبل، وتأبون عليهم أن ينزلوا بين أظهركم حتى يتحففوا كارهين من كل ما حملوا، ثم تبيعون عليهم من الثياب والطعام ما لم يكونوا في حاجة إلى أن يشتروه، ثم تكرهونهم على أن يشتروا منكم الطعام أو يقيموا بينكم جياعا، وعلى أن يشتروا منكم الثياب أو يطوفوا بالبيت ويقيموا بينكم عراة، لا تفرقون في ذلك بين الرجل والمرأة، ولا بين الشيخ الفاني والغلام الناشئ. خطة اختططتموها من عند أنفسكم لم ترثوها عن سنة ولم تأخذوها من كتاب، وإنما هو حب الاستعلاء والطمع في الربح. لا يكفيكم أن تكونوا جيران الآلهة وسكان الحرم وحماة الكعبة حتى تستنبطوا من هذا كله حقوقا لم تكن لكم. ولا يكفيكم ما تغله عليكم تجارتكم البعيدة والقريبة من مال حتى تضيفوا إليه مالا تشتقونه من جوع الجائع وظمأ الظامئ وعرى العريان.»

قال عتبة بن ربيعة وقد أحفظه ما سمع: «على رسلك أبا الحكم! فإنك والله لتشاركنا في كل هذا، تأثم معنا إن أثمنا، وتنعم معنا إن نعمنا، فأنكر على نفسك إن كنت منكرا.»

قال عمرو بن هشام: «نعم، إني لأشارككم في الخبيث والطيب من مالكم، وفي القبيح والحسن من أمركم، ولوددت والله ألا أشارككم في شيء، وأن أكون فيكم خليعا كأحد هؤلاء الخلعاء.»

قال أمية بن خلف: «ما رأيت كاليوم سفيها كنا ننتظر منه الحلم، ولا غويا كنا نرجو منه الرشد.»

قال عمرو بن هشام: «اربع

2

على نفسك أبا علي، فليس كل من خالف عن أمرك سفيها، وليس كل من انحرف عن رأيك غويا.»

Halaman tidak diketahui