Di Pintu Bab Zuwayla
على باب زويلة
Genre-genre
فاعتدلت أم السلطان في مجلسها وهي تقول: ماذا! أخي قنصوه يعرف ما بين السلطان ومصرباي؟
قالت الجارية: أظن ذلك يا مولاتي ...
فهبت الأميرة واقفة، وقد زاغ بصرها وتتابعت أنفاسها من البهر، وقالت: تلك أحاجي لا أكاد أجد سبيلا إلى فهمها، إلا أن تكون مؤامرة محبوكة الأطراف للنيل من السلطان ... اذهبي يا جارية فأتيني بجارية أخي الأمير قنصوه ... لا بد أن أعرف ذلك السر ... لا بد أن أعرف!
وذهبت الجارية لشأنها، وظلت أصل باي الأم تذرع غرفتها مبهورة متتابعة الأنفاس، وهي لم تزل تردد بينها وبين نفسها: لا بد أن أعرف ... لا بد أن أعرف ... ولن أمكن لمصرباي تلك الأفعى الخبيثة أن تنال من ولدي ... ولن أمكن لقنصوه أن يطمع في عرش ابن أخته الصغير، بالدس والخيانة!
هل كانت مصرباي الجركسية تحب السلطان الصغير محمد بن قايتباي؟ أم كان هواها مع الشاب الطامح قنصوه الأشرفي خال السلطان وأخي أصل باي؟ أم لا يزال قلبها ينازعها إلى خاير بن ملباي، ذلك الأمير الشاب، الذي كان أول من أيقظ أحلامها النائمة، وفتح عينيها المغمضتين على أماني العرش والجاه والسلطان؟
إن مصرباي الجركسية نفسها لا تكاد تعرف كيف تجيب، لو بدا لها أن تسأل نفسها سؤالا من هذه الأسئلة، كل الذي تعرفه وتطمح إليه ويتخايل لعينيها، رؤيا في المنام وخيالا في اليقظة، هو أن تصير يوما ما سلطانة، تجلس إلى مرآتها في غرفة الزينة، فتنطبع عليها صورتها وصورة جارية وراءها ترجل لها شعرها المرسل، وخطا السلطان تقترب من باب الغرفة ...
تلك كانت كل أمانيها، أما ذلك السلطان من يكون فليس يعنيها جواب ذلك السؤال ...
فهل عرفت أصل باي أم السلطان هذه الحقيقة أم لم تعرفها، وقد جهدت في البحث والتحري والاستقصاء منذ ألقت إليها جاريتها ذلك النبأ ... يا لها في حيرتها! ... أهي مؤامرة تدبر لخلع ولدها عن العرش، يشترك في تدبيرها قنصوه الخال، وخاير بن ملباي، وطومان ابن أخي الغوري؟ لقد جاءتها الأنباء اليوم بأن صلة جديدة قد نشأت بين طومان ومصرباي؛ فإنه ليزورها كل يوم في دارها فيطيل الزيارة، وإن جاريته لتسعى بين داره ودارها تحمل منه رسائل وتعود إليه برسائل؟
ما وجه ذلك كله وما دلالته؟ آه! من لها بأن تعرف الحقيقة؟
وخيل إلى أصل باي أنها تستطيع تدبير الأمر على أي وجه كان، فأشارت على ولدها السلطان أن يباعد بينه وبين خاير بن ملباي، فيرسله في سفارة بعيدة إلى ابن عثمان سلطان الروم؛ فهذا واحد، أما أخوها قنصوه الأشرفي فإن لها شأنا آخر معه!
Halaman tidak diketahui