Di Pintu Bab Zuwayla
على باب زويلة
Genre-genre
قال جقمق ولم تخف قبضته على ذراع طومان: اسكت يا غلام، إن خاير لم يحاول إهانتك، ثم إن له عليك حق الأخ الكبير، وقد كانت بادرة ...
قال طومان: إنه ليس أخي، وليس يعرف مثله مثلي، ولا أبوه أبي!
ثم تخلص من قبضة أستاذه برفق، وخطا خطوة إلى الشرفة يتلهى بالنظر إلى المدينة التي تموج بالغرباء، ويتبع عينيه خطا الغادين والرائحين في الدرب الواسع!
فلولا أن خاير بن ملباي فر من بين يديه معجلا لسال بينهما دم.
ومضى يومان قبل أن تخلو غرفة أخرى في خان مسعود فينتقل إليها جقمق وغلمانه؛ لتخلو الغرفة الأولى لملباي وأولاده. ولكن عوامل الاحتكاك مع ذلك لم تزل بين طومان وخاير بن ملباي، فلم تكن تلك المشادة الحامية هي كل ما نشب بينهما من معارك في الأيام القليلة التي قضياها معا نزلاء في خان مسعود؛ بل إن المعارك التالية كانت أعنف وأشد، فقد صعد طومان ذات صباح إلى سطح الخان لأمر من أمره، ثم هبط سريعا خفيف الخطا، فإذا خاير ومصرباي في خلوة يتحدثان حديثا رأى لونه في خديها وشفتيها، فثار لعرضه ثورة بدوي وتناول السكين، فلولا أن خاير بن ملباي فر من بين يديه معجلا لسال بينهما دم! ولم لا؟! أليست مصرباي صديقته وأخته، وعليه أن يحميها ويدفع عنها؟ والتفت طومان إلى الفتاة التي آخاها عامين على السراء والضراء، منذ فر بهما نخاس خوارزم من مضارب الغور، ولكن الفتاة أولته ظهرها معرضة كأنما لا يعنيها شيء من ذلك الأمر.
لقد فتنها خاير بن ملباي بشبابه وصباحة وجهه، ورقة حاشيته، وعذوبة منطقه، فمالت إليه وأعرضت عن صديقها الصغير ...
وظن طومان أنه مستطيع أن يستعدي زميله خشقدم على خاير؛ دفاعا عن صاحبتهما مصرباي، فراح يحدثه ويطلب معونته، واستمع إليه خشقدم حتى فرغ من جملة حديثه، ثم ذهب إلى خاير بن ملباي فأفضى إليه بسر المحالفة؛ استجلابا لمودته!
وساء ما بين طومان وبين أصحابه جميعا، فانطوى على نفسه حزينا يائسا، وعرف منذ اليوم في أي جو من الكيد والغدر والنفاق يعيش الأرقاء، لقد عرف مصرباي، وخشقدم، وخاير بن ملباي، فهل هم إلا صورة من آلاف الأرقاء الذين يعيشون في دور الأمراء وفي قصور السلاطين!
فكيف يعيش منذ اليوم طومان ابن نوركلدي وأركماس!
الفصل الرابع
Halaman tidak diketahui