توقع أن تثور ثائرة آيريس، لكنها لم تكن تصغي إليه.
سألته: «متى نصل إلى ترييستي؟» «في الساعة العاشرة وعشر دقائق.» «وهي الآن السادسة إلا خمس دقائق. لا ينبغي أن نهدر المزيد من الوقت. يجب أن نعثر عليها. أعلم أن ما أقول يبدو تماما مثل فيلم رديء، لكن أسرتها تترقب عودتها إلى المنزل. أبواها عجوزان ومثيران للشفقة، وكلبها الغبي يذهب لاستقبال أي قطار قادم.»
بترت كلامها متعجبة من تهدج صوتها. لدهشتها، وجدت أنها تأثرت حقا عندما فكرت بترقب الوالدين وصول ابنتهما. كانت المشاعر مخالفة لتقاليد الزمرة، فشعرت بخجل من ضعفها.
قالت وهي ترمش لتطرد الدموع التي تجمعت في عينيها: «سأحتسي ذلك المشروب رغم كل شيء. فأنا أشعر أن حسي صار مرهفا، وذلك أمر سخيف، فالعجائز ليسوا جديرين بالشفقة بقدر اليافعين؛ فقد أوشكوا أن يبلغوا نهاية رحلتهم. أما نحن فلا يزال أمامنا الطريق طويلا.»
وافقها هير قائلا: «أنت بالفعل تحتاجين إلى شراب. سأذهب لأجد النادل.»
بينما كان يهم بالنهوض، جذبته آيريس ليجلس مرة أخرى.
وهمست قائلة : «لا تذهب الآن؛ فقد أتى ذلك الطبيب المريع.»
بدا أن صاحب اللحية المدببة كان يبحث عن شخص ما، وعلى الفور لمح بنظارته الشابين اليافعين لتنتهي بذلك رحلة بحثه. توجه إلى طاولتهما على الفور وانحنى تحية لآيريس.
قال: «لقد عادت صديقتك إلى المقصورة.»
قالت آيريس وقد نسيت نفورها منه في خضم انفعالها: «الآنسة فروي؟ كم هذا رائع! أين كانت؟»
Halaman tidak diketahui