قالت الآنسة فروي: «والآن، الأحرى بنا أن نعود إلى مقصورتنا لنفسح مكانا للآخرين.» قدم النادل، الذي كان انتهازيا ويجيد الحكم على الأشخاص، الفاتورة لآيريس. لم تستطع قراءة الأرقام المكتوبة بخط غير منتظم، فوضعت ورقة نقدية ونهضت من مقعدها.
سألتها الآنسة فروي: «ألن تنتظري باقي نقودك؟»
عندما قالت لها آيريس إنها ستتركها بقشيشا، شهقت. «لكن ذلك مبلغ هائل جدا، كما أنهم يضيفون بالفعل نسبتهم على الفاتورة. أنا أدرى منك بالعملة المحلية، فلم لا تدعيني أسوي حساب كل شيء؟ سأدون المدفوعات، ثم يمكننا أن نسوي حسابنا في نهاية الرحلة.»
كانت تلك الواقعة دليلا جديدا على أن مربع الحماية براحة يدها يؤدي عمله بكفاءة. فمع أنها تسافر وحيدة، ها قد ظهرت في طريقها مرافقة سياحية تتمتع بالكفاءة لتعرض عليها أن تتحمل عنها جميع المسئوليات والمخاوف.
قالت في نفسها وهي تتبع الآنسة فروي في عربة المطعم المتأرجحة: «هي امرأة محترمة، مع أنها مضجرة للغاية.»
لاحظت أن الأختين فلود-بورتر، اللتين لم تكونا قد انتهتا بعد من احتساء شايهما الفاخر، لم تعبئا بها، بل نظرتا بإمعان إلى رفيقتها فحسب.
بدورها نظرت الآنسة فروي إلى الآنسة روز باهتمام صادق. «هاتان السيدتان إنجليزيتان. هما تنتميان إلى طبقة إنجليزية في طريقها إلى الاندثار؛ طبقة الأثرياء المهذبين الذين يسكنون بيوتا كبيرة ولا ينفقون دخلهم. أنا حزينة للغاية أنها تندثر.»
سألتها آيريس: «لم؟» «مع أني امرأة عاملة، أشعر أن الأشخاص اللطفاء المترفين يرمزون إلى العديد من الأمور الجيدة؛ إلى التقاليد، وأعمال الخير، والمنزلة القومية. ربما لا ينظرون إلينا باعتبارنا أندادا لهم في المقام، لكنهم يحرصون بحس العدالة لديهم على أن نحصل على حقوق مساوية.»
لم تتكلم آيريس، مع أنها أقرت في نفسها أنه أثناء إقامتهم في الفندق، كانت الأختان فلود-بورتر أكثر حرصا على الأرواح والممتلكات من أصدقائها.
بينما كانتا تقطعان رحلتهما الطويلة المهتزة خلال القطار، أدهشتها روح الآنسة فروي اليافعة.
Halaman tidak diketahui