الفصل الثالث
محادثة قصيرة
عندما عاد الزوجان حديثا الزواج إلى الفندق، كان النزلاء الأربعة الباقون يجلسون بالخارج في الساحة المرصوفة بالحجارة أمام الشرفة، يستمتعون بالزمن الفاصل المريح للأعصاب «بين الضوءين». كانت الأجواء معتمة بما لا يسمح بكتابة الخطابات أو المطالعة، لكن الوقت لا يزال مبكرا لارتداء ملابس العشاء. بدا من الأكواب الفارغة وبقايا الكعك على إحدى الطاولات أنهم احتسوا شاي ما بعد الظهيرة في الهواء الطلق ولم يتحركوا منذ ذلك الحين.
كان معتادا من اثنتين منهم، الآنستان فلود-بورتر، أن تستقرا في مكانهما. لم تكونا من النوع الكثير الحركة؛ كونهما قد بلغتا العقد الخامس من عمريهما، وتأقلمتا على قواميهما وكذلك عاداتهما. كان لكليهما شعر أشيب مموج منمق، احتفظ بشيء من لونه الأصلي كان كافيا ليمنح صاحبته لقب «شقراء» الشرفي. كانا يتشاركان أيضا بشرة صافية بطبيعتها وتعبيرات وجه حادة.
كانت ببشرة الأخت الكبرى الرقيقة - الآنسة إيفيلين - تجاعيد بسيطة؛ إذ إنها شارفت على الستين، بينما كانت الآنسة روز قد غادرت لتوها عقدها الرابع. كانت الأخت الصغرى أطول من أختها وأكثر امتلاء، وكان صوتها أعلى، ولون بشرتها أدكن. كانت في شخصيتها الممتازة مسحة تنمر ودية، جعلتها تميل إلى توبيخ أختها.
خلال زيارتهما، كونا فرقة رباعية مع القس كينيث بارنز وزوجته. كانوا قد جاءوا على القطار نفسه، وكانوا ينوون العودة إلى إنجلترا معا. كان القس وزوجته يتمتعان بهبة حسن العشرة، والتي أرجعتها الأختان - اللتان تفتقران إليها - إلى الأذواق والميول المشتركة.
كانت الساحة مفروشة بكراس وطاولات حديدية مطلية بألوان زاهية، وتزينها أحواض بها شجيرات دائمة الخضرة يكسوها الغبار. عندما تطلعت الآنسة فلود-بورتر حولها، تذكرت منزلها المبهج الذي يقع في مدينة ذات كاتدرائية.
حسبما تذكر الصحف، هطل المطر في إنجلترا؛ لذا ستكون الحديقة حتما في أبهى صورها، بعشبها الأخضر وسياجها الذي تغطيه أزهار الأسطر والأضاليا.
قالت: «أتطلع إلى رؤية حديقتي مجددا.»
قالت أختها فظة اللسان مصححة: «تقصدين حديقتنا.»
Halaman tidak diketahui