لكنها في الواقع كانت تتوق بشدة لأن ترجع إلى زوجها.
كانت متزوجة من كهل ضخم البنية يعمل مقاول بناء، ويدعى سيسل بارميتر. في وطنها، تسكن السيدة لورا بارميتر في منزل جديد فاخر للغاية، تتوفر فيه جميع التحسينات التي يدخلها زوجها على المباني السكنية التي يشيدها للغير بينما يفتقر إلى أي من مساوئها. كانت تنعم بدخل وفير، ومصروف سخي، وخدم أكفاء، وعيش رغد، وزوج محب يثق بها، وطفلين ضخمين.
وفوق ذلك كله كانت تحظى باحترام الناس.
كانت بمثابة ملكة بين أبناء طبقتها الاجتماعية، لكنها مع ذلك لم تكن راضية عن حالها في قرارة نفسها، وكانت تطمح لما هو أكثر. أثناء تجارب الأداء لعرض مسرحي محلي تتلاشى فيه الفروق الطبقية، قابلت محاميا صاعدا حمل على المشاركة في العرض أثناء زيارته للمقاطعة. لعب هو دور الملك ولعبت هي دور الملكة.
فتنه حينها جمالها الأخاذ، وقدرتها على اقتباس أبيات من أشعار سوينبرن وبراونين انتقتها من كتاب «أكسفورد للشعر». بعد بضع مقابلات في لندن، أسفل شعار التفاحة، أخذها معه في مغامرة غرامية متأججة.
زلت قدم السيدة لورا، لكنها ظلت محتفظة بعقلها؛ فوراء انجرافها معه كان يقف دافع خفي. كانت قد قرأت قصيدة «التمثال الكامل والنصفي» أثناء إحدى المحاضرات حول براونينج، فتقمصت روحها؛ لذا قررت أن تغامر بالرهان على رمية نرد جريئة، فرصة أن يطلق كل منهما زوجه.
بعد أن تجتاز الفترة العصيبة التي ستلي طلاقهما، ستحتل مكانتها المستحقة في المجتمع باعتبارها الزوجة الجميلة لمحام بارز؛ فالعالم ينسى بسرعة، كما أنها واثقة من قدرتها على إرغام زوجها على منحها حضانة طفليهما.
لكنها خسرت الرهان، وكان براونينج ليفخر بروحها المعنوية العالية التي قابلت بها خسارتها.
كان المحامي متزوجا من عجوز لاذعة اللسان، لكنها تمتلك الجاه والثروة. عندما اكتشفت السيدة لورا أنه لا ينوي على الإطلاق تكليل مغامرتهما تلك بالزواج، منعها كبرياؤها من إبداء خيبة أملها.
ربما ما سهل عليها تصنع اللامبالاة هو خيبة أملها؛ فتلك المغامرة الغرامية لم تأخذ مسارها الموعود، لكنها علمتها أن الرجل المهني لا يختلف كثيرا عن رجل التجارة في الصفات الأساسية، وأن هيئة كليهما قبل أن يحلق لحيته ويزر ياقته تكون واحدة.
Halaman tidak diketahui