قالت له آيريس: «أنت مدهش للغاية حقا.» «لا تتسرعي في مدحي. لننتقل إلى الركاب الإنجليزيين. الأختان فلود-بورتر تبدوان لي تجسيدا مثاليا للمواطن الإنجليزي التقليدي. كيف هما؟» «لقد حظيتا بأفضل تعليم وتخالطان نخبة المجتمع.» «هل هما نزيهتان؟» «أجل.» «إذن ستقومان بما تمليه عليهما النزاهة. يؤسفني أن تلك نقطة لا تحتسب في صالح الآنسة فروي. والآن لنتخط إلى الزوجين اللذين يقضيان شهر العسل - اللذين على الأرجح ليسا زوجين عاديين - ونأتي إلى زوجة القس. ماذا عنها؟» «لا أعلم.» «تذكري أنك أقسمت، وأني أصدقك.»
ترددت آيريس وقالت: «حسنا، لا أظن أن بوسعها أن تكذب.» «وأنا واثق من أنها لم تكن لتفعل. أنا أخالط أصحاب الحانات والعصاة ولا أعرف الكثير عن الصالحين، لكنها تبدو لي امرأة صالحة حقا، كما أنها دعمتك في المرة الأولى. وهذا يبين أنها لا تملك دوافع خفية. وقد ذكرت أن الآنسة كومر هي السيدة التي رافقتك لاحتساء الشاي. ألا تظنين أننا يجب أن نصدقها؟» «بلى، حسبما أظن.» «حسنا إذن، كفة الأدلة غير راجحة لصالح الآنسة فروي، لكن لأني ذكرت أني لا أثق بالأدلة - مهما بدت مقنعة - لذا سأزيحها جميعا جانبا. في ذهني، الأمر كله يتلخص في نقطة واحدة؛ الدافع.»
رأت آيريس الآنسة فروي تنمحي شيئا فشيئا فيما تابع هير تحقيقه. «ما فهمته هو أن الآنسة فروي كانت سيدة وديعة للغاية. ألا يمكن أن تكون متورطة في مؤامرة ما؟»
أجابته آيريس: «كلا. لم تكن مساندة للشيوعية.» «وهي لا تتمتع بالشباب ولا الجمال؟ لذا لم تختطفها جماعة القبعة الرسمية؟» «لا تكن سخيفا.» «هل لديها أي أعداء؟» «كلا، لقد كانت تتباهى بأنها على علاقة طيبة بالجميع.» «مم! أعرف أن ذلك ليس بدافع للقتل، لكن هل تضايقت العائلة من أنها ستذهب للتدريس في المعسكر المضاد؟» «كلا. لقد أخبرتني أن رب عملها صافحها عند وداعها وشكرها على خدماتها.» «حسنا، هل صرت ترين الأمور بوضوح الآن؟ إذا لم تريني دافعا حقيقيا لمؤامرة يحيكها أحد الأعيان ضد الآنسة فروي الفقيرة النزيهة، فيؤسفني أن أخبرك بأنه لا وجود للآنسة فروي. ألا توافقينني؟»
ساد الصمت لفترة حاولت فيها آيريس أن تسبح ضد التيار الذي يحمل الآنسة فروي بعيدا. أقنعت نفسها أنه لا يمكن لأشخاص كثيرين باهتمامات متفرقة أن يجتمعوا على كذبة. وكذلك، كما ذكر هير، ما الدافع؟
لم تجد طائلا من مصارعة التيار أكثر من ذلك؛ لذا تركته يحملها معه.
قالت: «أنت محق حتما. لا يمكن للمرء أن يتجاهل الحقائق، لكنها مع ذلك بدت لي حقيقية للغاية، ووالداها العجوزان وكلبها بدوا حقيقيين كذلك.»
ثم أضافت قائلة وهي تشعر كأنها ذبحت طائرا مفعما بالحيوية والبهجة، ظل يرفرف ويصارع متمسكا بحياته: «لقد فزت. لا وجود للآنسة فروي.»
الفصل الثامن عشر
المفاجأة
Halaman tidak diketahui