[فرائض الله ونواهيه]
فإذا أقر العبد بما وصفنا من توحيد الله وعدله وعرفه، فعليه بعد ذلك أن يؤدي ما افترض الله عليه من الصلاة والزكاة والصوم والحج، إذا كان لذلك مطيقا، والجهاد في سبيله لجميع أعدائه من الكافرين والفاسقين، إذا أمكنه ذلك واحتيج فيه إليه، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إذا لزمه ذلك بنفسه، ومع غيره إذا أمكنه ذلك، ويؤدي ما افترض الله جل ثناؤه عليه من شرائع دينه.
وعليه أن يتجنب ما نهى الله عنه من معاصيه كلها من الكفر كله، وقتل النفس التي حرم الله بغير الحق، وأخذ أموال الناس مسلميهم ومعاهديهم بغير حقها، والظلم لهم، والعدوان عليهم، وأكل أموال اليتامى ظلما، وأكل الربا، والسرقة، والزنا، وقذف المحصنات والمحصنين، وشرب الخمر، وإتيان الذكران من العالمين، والفرار من الزحف في المواطن التي لا ينبغي له الفرار فيها، إذا كان في ذلك اصطلام المسلمين، وهلاكهم، وعقوق الوالدين المسلمين، وإن كانا عاصيين صاحبهما معروفا، وكل معصية يعلمها الله معصية، وكل ما عليه أن يعلم أنه لله معصية فلا يعمله ولا يقربه، فإن الله تبارك وتعالى قد نهى عن الذنوب كلها، كبيرها وصغيرها، كبيرها فيه الوعيد، وصغيرها هو موهوب لمن اجتنب الكبير، وذلك قول الله :{ إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما } [النساء:31].
Halaman 268