58

Dara Quraysh

عذراء قريش

Genre-genre

فقال الحسن: «إنها والله ذات جمال ووقار، وليتها تبقى عندنا!»

الفصل الثامن

مبايعة علي بالخلافة

أدرك محمد مدى إعجاب الحسن بأسماء فاتقدت نار الغيرة في صدره، ولكنها غيرة لم يشبها بغض لما يكنه للحسن وآل بيته من الحب. فانتقل بالحديث إلى سؤال الحسن عن أبيه، فقال الحسن: «تركته في مجلسه وقد اجتمع الأمراء حوله يريدون مبايعته، وهو يقول لهم: «لا حاجة لي في أمركم، فمن اخترتموه رضيت به.» وهم يلحون عليه في القبول ويقولون: لا نعرف أحدا أحق بها منك، ولا أقدم سابقة ولا أقرب قرابة من رسول الله.»

فقال محمد: «وهل قبل؟» قال: «لا، وقد تركته يقول لهم: «لا تفعلوا، فلأن أكون وزيرا خير من أن أكون أميرا.» وهم يقولون: ما نحن فاعلون حتى نبايعك.»

فقال محمد: «إني لأعجب من رفضه أمرا هو أولى به من سواه ، ويجب والله ألا يليها غيره!»

فقال الحسن: «وإني أشد تعجبا منك.» قال محمد: «وماذا فعل طلحة والزبير، فإني إخالهما غير راضيين لأن كلا منهما يريد الخلافة لنفسه؟»

فابتسم الحسن وقال: «سيبايعان كارهين إن شاء الله، على أنهما يتظاهران بالقبول، وسنرى ما يكون منهما في الغد فقد ذهب إليهما بعض الناس يدعونهما إلى المبايعة.»

وافترقا بعد هنيهة، فسار محمد إلى فراشه وقد أهمه أمر أسماء مثل ما أهمه أمر الخلافة لعلمه أن الحسن إذا وسط أباه في تزويجها به فسينالها لا محالة، فلم يبق لديه إلا أن يسعى في إبعادها عنه، وقضى ليلته يفكر في وسيلة ليخرج بأسماء من بيت علي حتى يخلو بها فيقنعها ببراءته من دم عثمان، ثم يتزوجها قبل أن يبدو من الحسن ما يشعر برغبته فيها. فبكر في الصباح التالي وجاء إلى حجرة الحسن فلم يجده، وقيل له: «إنه ذهب إلى حجرة أمامة»، فعلم أنه سيقابل أسماء هناك، وسارع إلى إرسال من يستقدمه، فجاء الحسن مشرق الوجه، بادي الابتهاج، فانقبضت نفس محمد، وكادت الغيرة أن تبين في وجهه ولكنه تجلد وحياه وقال: «كيف أصبحت فتاتنا اليوم؟»

فقال الحسن: «هي في خير ولكنني أراها منقبضة النفس.»

Halaman tidak diketahui