38

Dara Quraysh

عذراء قريش

Genre-genre

فقال محمد: «ما شأنك وما أنا في بيتك؟»

قال: «إنك في دار الخليفة وقد دخلت على نسائنا بلا استئذان.»

فاستغرب محمد قوله ونظر إلى أسماء كأنه يستفتيها، فقالت غير هيابة أو وجلة: «إن مروان يتكلم متطفلا فيما لا تناله ذراعه ولو تطاول.»

فابتسم مروان ابتسام المستهزئ وقد اشتد غيظه وقال: «سلي أباك إذا كانت ذراعي تنال أم لا.»

قالت: «دع ذكر الآباء وارجع من حيث أتيت، وإلا أسمعتك ما لا يرضيك.»

فضحك مروان وتوكأ بيده على سيفه، وقال ويده الأخرى على شاربيه: «أراك تغررين بنفسك كأنك نسيت ما نالك بين يدي الخليفة، ألا تعلمين أنك إذا بقيت على غرورك ندمت حيث لا ينفع الندم.»

فاستغرب محمد هذا الجدال، ولكنه أدرك ما في نفس مروان فاتقدت في قلبه نار الغيرة، وعظم عليه التطاول وهم به يريد ضربه، فاعترضت أسماء بينهما وقالت: «دعه يا محمد لأرى ما هو فاعل.» قالت ذلك وتقدمت إلى مروان ويدها على خنجرها كأنها تهم باستلاله وقد قطبت حاجبيها وحمي غضبها، حتى كاد الشرر يتطاير من عينيها.

فأخذ محمد بشجاعتها ولم يكن يعهد مثل هذا في النساء، فأراد أن يحول بينها وبين مروان فلم تمكنه من ذلك.

أما مروان فلما رأى ما كان من أسماء وأدرك أن محمدا منجدها خاف العاقبة، وكان قد قبض على حسامه فرفع يده وتظاهر بالضحك ومد يده يريد أن يمسك بيد أسماء ليكلمها، فجذبت يدها وقالت: «جرد حسامك وأرني شجاعتك، وهذا ابن أبي بكر شاهد على ما يكون.»

فقال مروان: «أأجرد حسامي على فتاة؟! أما دواؤك يا أسماء فهو عندي.» قال ذلك وخرج متغاضبا وهو إنما خرج خائفا كاظما، وعزم على الفتك بأسماء غيلة.

Halaman tidak diketahui