Kiraan Mundur: Sejarah Penerbangan Angkasa
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
Genre-genre
زار فون براون أحد مصانع المضخات وقدم مواصفاته المطلوبة، وكان المطلوب هو تصنيع مضخة توربينية تعمل بضغط عال مقداره 300 رطل لكل بوصة مربعة، بينما تضخ كمية 50 جالونا في الثانية لأعلى. ولكن الأمر اقتضى تركيبا خاصا حتى تحقق المضخة درجة عالية من الموثوقية؛ فلا بد أن تصل المضخة إلى كامل سرعتها في غضون ثوان معدودة، ثم تحافظ على ضغط التصريف ومعدل التدفق المتوفرين بها دون أي تغيير تقريبا. وبالإضافة إلى ذلك، كان يشترط أن تكون خفيفة الوزن للغاية.
توقع فون براون أن يعترض المصممون في المصنع ويزعمون أنه يطلب المستحيل، لكنهم أخبروه أن ما كان يطلبه لم يكن سوى المضخة التي يستخدمها رجال المطافئ؛ إذ كانت المواصفات المطلوبة واحدة في الحالتين: تصميم بسيط، سرعة في الأداء، معدل تدفق مرتفع جدا، ضغط تصريف ثابت يسمح لرجل المطافئ بحمل خرطوم المياه في ثبات. وكانت المضخات المتوافرة تقدم الأساس لما كان يريده فون براون.
كان التوربين البخاري الذي سيحرك المضخة يمثل مشكلة أخرى؛ فلم يكن من الصعب تطوير التوربينات نفسها، بل كانت المشكلة تكمن في توليد التدفق القوي من البخار الساخن ذي الضغط المرتفع لتشغيل المضخة؛ وتمثل حل هذه المشكلة في بروكسيد أكسيد الهيدروجين. وبتوخي الحذر اللازم، أمكن تخزين محلول نقي تماما بأمان، محلول من شأنه أن يعمل في الحال عند تحلله على توليد تدفق البخار بالمعدل المطلوب، وسيكون مولد البخار بدوره أخف كثيرا وأكثر انضغاطا وأكثر قوة وأسرع أداء من أية غلاية. وهكذا، توفر حل فني لهذه المشكلة، ولم يكن حلا عمليا فحسب، وإنما كان أيضا حلا رائعا.
كانت مسألتا التوجيه والتحكم تمثلان صعوبات أكبر؛ فالحفاظ على استقامة الصاروخ أثناء توازنه مع تدافع العادم النفاث منه، بعد عملية الإقلاع مباشرة، يشبه الحفاظ على مكنسة في وضع قائم أثناء توازنها على ظهر اليد. يجب الانتباه جيدا إلى أي ميل في بدايته أو حال الشعور به، ثم التدخل بحركة معينة لتصحيح هذا الميل. في مجال علم الصواريخ، تعمل البوصلات الجيرسكوبية كأجهزة استشعار وترسل إشارات إلى جهاز التحكم يتغير على أساسها مسار عادم الصاروخ؛ مما يوفر قوة تصحيحية. لكن، يجب أن يلتفت في عملية توجيه الصواريخ إلى التعامل مع هبات الرياح؛ إذ يجب إمالة الصاروخ في عمليات التحليق البعيد المدى، والمحافظة على ثبات الصاروخ بينما يقوم بذلك؛ كما يجب مواءمة الوزن المتغير للصاروخ مع احتراق الوقود الدفعي الخاص به، وتغير موضع مركز ثقل الصاروخ، فضلا عن الخواص الديناميكية الهوائية التي تتغير مع تجاوز الصاروخ سرعة الصوت.
قدمت نظم الطيران الآلي التي استخدمت في ثلاثينيات القرن العشرين نقطة بداية جيدة. لكن، لم يكن أحد قد بنى نظم توجيه كهذه من قبل، واستغرق الأمر عدة سنوات لإقامة مزيج من المختبرات الموجودة داخل المؤسسات وفي شركات صناعة الصواريخ والجامعات، يكون في إمكانه معالجة مسألة التوجيه هذه. فشلت المحاولة الأولى لتوجيه الصواريخ التي من طراز «إيه-3» فشلا ذريعا، ولم تستطع عملية التوجيه حتى التعامل مع الرياح القوية . وأظهرت الأبحاث اللاحقة أن المشكلات فاقت في صعوبتها كل التوقعات، وهو ما استجاب فون براون له بإنشاء مختبر التوجيه الخاص به. وعلى الرغم من المعادلات الرياضية التي كان حلها يساعد في تصميم نظام التوجيه، فإنها كانت معادلات صعبة للغاية في تطبيقها. وحدث تطور مهم عندما صمم أحد العلماء العاملين في مختبر فون براون نموذجا مبكرا لجهاز كمبيوتر تناظري إلكتروني يستطيع حل المعادلات الرياضية؛ وتبين أن تطوير نظام توجيه أمر صعب للغاية، حتى إن فون براون صمم نوعا جديدا تماما من الصواريخ، هو «إيه-5»، لاختبار النظم التجريبية. وحتى عندما دخلت صواريخ «إيه-4» مرحلة اختبارات التحليق، كان الاعتماد ينصب في البداية على نظم التوجيه المؤقتة التي كانت في حاجة إلى مزيد من التطوير.
وصل أول صاروخ تجريبي إلى منصة الإطلاق في يونيو 1942 لكنه سقط، ثم تلاه صاروخ تجريبي ثان ولاقى المصير نفسه. أما محاولة الإطلاق الثالثة، فكانت هي المحاولة الناجحة؛ فقد ارتفع الصاروخ في سماء أكتوبر الزرقاء وبلغ ارتفاع 118 ميلا، وهو ما كان يقترب على نحو مشجع من الارتفاع الذي كان دورنبرجر يهدف إلى بلوغه، وهو 160 ميلا. ولكن لم يتذكر الناس هذه المحاولة إلا لفترة وجيزة. وأجريت خلال الأشهر الستة التالية إحدى عشرة عملية إطلاق أخرى، لكن لم تكن أي منها مطابقة في أدائها لمحاولة إطلاق الصاروخ التجريبي الثالثة. ولم يبدأ صاروخ «إيه-4» في التحليق بثبات وبلوغ المدى الكامل للتحليق حتى ربيع 1943.
في ذلك الوقت، كان الوضع العسكري الألماني يزداد سوءا، وكان من بين نقاط التحول الرئيسية التي حدثت في وقت مبكر من ذلك العام الهزيمة التي تكبدها الجيش الألماني في معركة ستالينجراد، التي قضت على أي أمل في تحقيق النصر على الجبهة الشرقية؛ فجوا، كانت قاذفات قوات الحلفاء تقذف أهدافها بقوة متزايدة، وكانت مدينة الرور الصناعية هدفا خاصا. وصرح هيرمان جورنج، قائد سلاح لوفتفافا، مفاخرا في عام 1939: «لن تتعرض الرور لقذيفة واحدة.» ولكن القوات الجوية الملكية شنت عليها ستا وعشرين غارة مكثفة خلال ربيع 1943. بالإضافة إلى ذلك، في إنجاز رائع، أحدثت قوة القاذفات المجهزة تجهيزا خاصا صدعا في سدين من أكبر السدود في البلاد، وهما سدا مونه وإدر، وهو ما أسفر عن تدفق ثلث كمية المياه في الخزانين، التي تقدر بمليار طن، بسرعة تدفق هائلة عبر مدينة الرور. وسرعان ما تفاقمت الأمور وازدادت سوءا؛ ففي شهر يوليو، دارت معركة الدبابات الكبرى في كورسك، وهي المعركة التي بادر فيها السوفييت بالهجوم وواصلوا عملياته. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، أدت مجموعة من الغارات الجوية البريطانية المكثفة على مدينة هامبورج إلى إضرام النيران في كل مكان؛ مما أدى إلى احتراق المدينة عن بكرة أبيها. وكانت هامبورج هي المدينة الأولى التي تحترق على هذا النحو، لكنها لم تكن الأخيرة.
ظل هتلر على مدار سنوات يمول عددا من مشروعات التطوير المكلفة، ومنها مشروعات تصنيع الأسلحة المتطورة، وكانت أربعة مشروعات منها قد بلغت مراحل متقدمة وأصبحت جاهزة لدخول طور الإنتاج؛ ألا وهي: الطائرة النفاثة طراز «مسرشميت مي 262»، وطائرة صاروخية اعتراضية طراز «مي 163»، وصاروخ باليستي طراز «إيه-4»، وصاروخ «كروز» نفاث طراز «فيزلر في-103». وقدمت هذه الأسلحة الفائقة، التي أطلق عليها «أسلحة ووندر»، احتمالات مغرية حقا. وكان التصور الموضوع وقتها أنه إذا استطاعت ألمانيا بناء هذه الأسلحة بكميات كافية، فربما تتمكن الطائرات الألمانية من صد الهجمات الجوية المتزايدة التي تشنها قوات الحلفاء، وربما توفر الصواريخ سلاحا ألمانيا جديدا، يستخدم في قصف لندن بقوة هائلة، ويعيد للألمان الموقف الهجومي. لاقى طراز «إيه-4» استحسانا خاصا؛ إذ كان في مقدوره الطيران بسرعة تزيد خمس مرات عن سرعة الصوت، ولم يكن ثمة أي نظام دفاعي قائم بإمكانه صده.
مع ذلك، عندما جرت الموافقة على إنتاج الصاروخ «إيه-4» واستخدامه على نطاق واسع، لم يكن السبب في ذلك أن الصاروخ أثبت كفاءة في الأداء، بل لأن هتلر ومعاونيه كانت لديهم رغبة متزايدة لتجربة أي شيء. وصف دورنبرجر موقف هتلر ابتداء من شهر يوليو ذلك، عندما التقى هو وفون براون مع الفوهرر لشرح الوضع الحالي للصاروخ «إيه-4». وخلال ذلك الاجتماع، تجاوز هتلر مرحلة الأمل إلى عالم اللامعقول.
قال هتلر، متجاهلا من كان السبب الأول في الحرب: «لو كانت هذه الصواريخ قد توافرت لدينا في 1939، لما خضنا هذه الحرب. من الآن فصاعدا، ستصبح أوروبا - بل العالم أجمع - أصغر كثيرا من أن يحتوي حربا واحدة، ولن تستطيع الإنسانية تحمل ويلات هذه الأسلحة وآثارها.» دعا هتلر إلى إقامة غرف محصنة لتكون بمنزلة مواقع إطلاق وأضاف قائلا: «ستجتذب هذه الملاذات طياري العدو كانجذاب الذباب نحو آنية العسل، وكل قنبلة تسقط عليهم سيكون مفادها سقوط قنبلة واحدة على الأقل على ألمانيا.»
Halaman tidak diketahui