Kiraan Mundur: Sejarah Penerbangan Angkasa
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
Genre-genre
كانت عملية انطلاق الصاروخ من المنصة رائعة أيضا؛ إذ كان أداء الصاروخ في هذه المرة، بما في ذلك صاروخ المرحلة العليا، لا تشوبه شائبة، ثم سرعان ما انطلق القمر الصناعي «لونا 1» في مساره، متجاوزا الارتفاعات التي كانت صواريخ «بايونير» الأخيرة قد بلغتها، مقتربا من القمر، ثم مارا به عن قرب. عند عودة كوروليف إلى موسكو، شعر بالإحباط مجددا. لم يكن ما خطط هو أن يحلق الصاروخ مارا بالقمر، بل أن يلامسه تلامسا مباشرا.
لكن، في العاصمة، كانت الروح المعنوية مرتفعة. مرة أخرى، أعلن الجميع أن كوروليف قد حقق نجاحا هائلا؛ إذ كان قد بنى أول صاروخ يستطيع بلوغ سرعة الإفلات المطلوبة. شكل القمر «لونا 1» علامة فارقة حتى مع عدم صعوده إلى القمر؛ إذ صار أول مركبة فضائية تخرج عن نطاق الجاذبية الأرضية وتدخل في مدار حول الشمس. بالإضافة إلى ذلك، أظهر وزن «لونا 1» البالغ 800 رطل قدرة الرفع التي يتميز بها الصاروخ «آر-7» الحامل له.
جاء رد فعل واشنطن مبالغا فيه مرة أخرى؛ حيث أعلنت إحدى لجان مجلس النواب أن «تغييرات لا سبيل إلى العدول عنها في المجتمع والسلطة السياسية ستأتي في أعقاب تنمية القدرات الفضائية وتطويرها، وسيعني إغفال هذه التغييرات وعدم أخذها في الاعتبار اختيار مسار الهلاك القومي». كتبت مجلة «تايم» مشيرة إلى ذلك قائلة: «سباق ربما يقرر ما إذا كان للحرية أي مستقبل قادم.» كان آيزنهاور، بالتعاون مع مستشاره جيمس كيليان، يعد العدة لاستكمال المشروعات الفضائية العسكرية في وكالة المشروعات البحثية المتطورة من خلال مشروع مدني كبير ووكالة فيدرالية جديدة، وهي الإدارة الوطنية للملاحة الفضائية والفضاء (ناسا).
أسست وكالة ناسا في الأساس بموجب قانون صادر عن الكونجرس، وهو القانون الوطني للملاحة الفضائية والفضاء لعام 1958. كانت نواة وكالة ناسا مؤسسة صغيرة يرجع تاريخها إلى عام 1915، وهي اللجنة الاستشارية الوطنية للملاحة الفضائية، التي شغلت مكانة مرموقة بوصفها بيت خبرة متخصصا في مجال تكنولوجيا الفضاء. عملت اللجنة الاستشارية الوطنية للملاحة الفضائية بميزانية محدودة؛ حيث نجحت في تشغيل مختبرين فضائيين ومركز لبحوث الدفع. لم يكن لدى اللجنة أصدقاء كثيرون في مناصب عليا مؤثرة في واشنطن، وكانت أنشطتها غير ملحوظة، حتى طائرتها التجريبية لم تكن إلا إحدى طائرات القوات الجوية التي أعطتها إياها بعدما استخدمتها لفترة. في عام 1954، وسط موجة من تخفيض التكاليف، لم تحصل اللجنة إلا على نصف الموارد المالية التي تقدمت بطلبها.
كانت اللجنة الاستشارية الوطنية للملاحة الفضائية تحظى بسمعة جيدة بين الذين يعرفونها. في عام 1957، شغل منصب رئيس اللجنة جيمي دوليتل، وهو باحث رائد وجنرال حرب من الطراز الأول. كانت اللجنة تضم في عضويتها عددا من الباحثين المبتكرين، من بينهم ريتشارد وتكومب وآر تي دونز، اللذان حددا شكل الطائرات النفاثة الأسرع من الصوت؛ وجون بيكر، الذي كان قد بنى نفقا هوائيا بسرعة 7 ماخ. كان من بين أعضاء اللجنة باحثون آخرون قدموا إسهامات مهمة في عصر الصواريخ والفضاء البازغ، منهم جون سلوب، الذي كان يبني أول محركات صاروخية تستخدم الهيدروجين كوقود. كان روبرت جيلروث رائدا في تطوير الدروع الحرارية القابلة للإزالة عند ولوج الغلاف الجوي. كان جوليان ألن وألفرد إجرز قد اخترعا الشكل الصريح للمركبات الفضائية التي تعاود الولوج إلى الغلاف الجوي.
بحلول الوقت الذي ارتفع فيه قمرا «سبوتنيك» الأولان، كان ثلث عمل اللجنة الاستشارية للملاحة الفضائية تقريبا متعلقا بالفضاء. مع ذلك، كانت اللجنة في حد ذاتها أصغر كثيرا من أن تتولى مسئولية إدارة برنامج فضاء كبير، لكنها كان من المنتظر أن تصبح بمنزلة نواة، تنمو من خلال تولي المسئولية الإدارية لبرامج فضاء وصواريخ أخرى قيد التنفيذ. كانت جهود بناء الصاروخ «فانجارد» القائمة، في مختبر البحوث البحرية، إحدى المهام الأولى الموكلة إلى اللجنة. انضم أيضا مختبر الدفع النفاث التابع للجيش إلى وكالة ناسا الجديدة. وكانت الإدارة العليا في اللجنة تضع نصب أعينها أيضا فريق عمل الصواريخ في «ردستون آرسنال» الخاضع لإشراف فون براون؛ وبالإضافة إلى ذلك، أحرزت مبادرة مبكرة أخرى نتائج غير مسبوقة قرب بلتيمور؛ حيث باشرت العمل في مركز جودارد الجديد للرحلات الفضائية، الذي كان سيستخدم مركبات فضائية غير مأهولة مخصصة للأغراض العلمية.
تبلورت ناسا خلال عام 1958، وسط موجة عارمة من الاهتمام بالرحلات الفضائية المأهولة. قبل إطلاق القمر «سبوتنيك» بفترة طويلة، كان عدد من الاختصاصيين قد بدءوا في إجراء دراسات في هذا المجال، متوقعين أن تكون المركبة الفضائية الأولى مركبة تجريبية عالية الأداء تنطلق في مدار على متن صاروخ كبير. طالبت إحدى الخطط على وجه التحديد ببناء صاروخ متطور طراز «إكس-15» لهذا الغرض. كان الأمر سيستغرق وقتا طويلا للانتهاء من تطوير الصاروخ، وبعد شهر أكتوبر 1957، كان الجميع في عجلة من أمرهم، ثم صار الأمر يتعلق بإرسال رائد فضاء بأسرع طريقة ممكنة.
قدم فون براون، الذي لم يكن متخاذلا قط في هذه الأمور، نموذج صاروخ سماه مشروع «آدم»، وهو أول إنسان كتب له الصعود إلى الفضاء. أراد فون براون أن يضع رجل فضاء في مقصورة محكمة الغلق داخل المقدمة المخروطية، ويطلقها أعلى الصاروخ «ردستون»، إلى ارتفاع 150 ميلا. دعمه أصدقاؤه مشيرين إلى أن مشروع آدم «سيلبي متطلبات الجيش الأمريكي للتحسين من سهولة الحركة والقوة الضاربة لقوات الجيش من خلال وسيلة نقل واسعة النطاق عبر صواريخ حاملة للجنود». لكن، بما أن الصاروخ «ردستون» كان على وشك التحليق، لم ينته النقاش حول هذا الموضوع. أخبر هيو درايدن، الذي كان يرأس اللجنة الاستشارية الوطنية للملاحة الفضائية منذ عام 1949، لجنة الفضاء التابعة لمجلس النواب أن «إطلاق رجل في الفضاء ثم إرجاعه أمر يتساوى في قيمته الفنية مع فقرة السيرك المثيرة التي تتضمن إطلاق سيدة شابة من فوهة مدفع». توقف مشروع «آدم» خلال عام 1958، لكن عندما صار التحدي الروسي أكثر إلحاحا، حان الوقت الذي أصبحت فيه فقرة السيرك هذه محور الأمل وإحدى نقاط ارتكازه الأساسية.
كانت لدى القوات الجوية خطط أكثر طموحا وجرأة، وهو ما كان يمثل نقطة تحول. قبل «سبوتنيك»، عمل جنرالات القوات الجوية بجد للتمييز بين المجال الجوي لكل دولة، والذي يكون تحت سيادتها، وبين الفضاء الخارجي الذي كان هؤلاء الجنرالات يأملون في أن تحلق أقمارهم الاستطلاعية فيه بحرية. أما الآن، وقد حققوا بغيتهم بترسيخ مبدأ حرية السفر عبر الفضاء كممارسة مقبولة، فإنهم متحمسون لتمويه الحد الفاصل بين المجال الجوي والفضاء، بحيث تتمكن القوات الجوية من المطالبة باستخدام الفضاء. كانوا يروجون بحماس لاستخدام التعبير الجديد «فن الملاحة الجوية وعلم الطيران »، وهو تعبير يوحي بأن المجالين جزء من كل لا يتجزأ. ونظرا لأن عددا كبيرا من هؤلاء القادة الكبار طيارون في الأساس، كان من الطبيعي أن يتوقعوا أن يرتدي أول من يرتاد مدارا فضائيا زي الخدمة الأزرق.
في البداية، أكدت هذه الآمال على مشروع «مان إن سبيس سونيست»؛ أي «إنسان في الفضاء في أقرب وقت»، ونال هذا المشروع دعما قويا من نائب رئيس الأركان الجديد كورتيس لوماي، الذي كان يتمتع بنفوذ كبير وحضور قوي. اعتمد المشروع الجديد على البحوث التي أجريت في شركة «كونفير» التي تولت بناء الصاروخ «أطلس»، والتي برهنت على أن هذا الصاروخ يستطيع حمل كبسولة صغيرة مأهولة في مدار منخفض جدا، إذا سارت الأمور على ما يرام. قدم المشروع مثالا آخر على وضوح قلة أعداد وأحجام الصواريخ المصممة في تلك الأيام المبكرة على نحو هامشي، بيد أن المشروع حمل في طياته على الأقل أملا في تحقيق نتائج سريعة. في يونيو 1958، اقترح الجنرال شريفر خطة تنفيذ هذه المهمة بحلول شهر أبريل 1960، بتكلفة 99 مليون دولار أمريكي.
Halaman tidak diketahui