نساء محمد يشكون قلة النفقة والزينة، ولو شاء لأغدق عليهن النعمة وأغرقهن في الحرير والذهب وأطايب الملذات.
أهذا فعل رجل يستسلم للذات حسه؟
أما كان يسيرا عليه أن يفرض لنفسه ولأهله من الأنفال والغنائم ما يرضيهن ولا يغضب المسلمين، وهم موقنون أن إرادة الرسول من إرادة الله؟ ...
وماذا كلفه الاحتفاظ بالنساء حتى يقال إنه كان يفرط في ميله إلى النساء؟
هل كلفه أن يخالف ما يحمد من سننه أو يخالف ما يحمد من سيرته أو يترخص فيما يرضاه أتباعه ولا ينكرونه عليه؟
لم يكلفه شيئا من ذلك، ولم يشغله عن جليل أعماله وصغيرها، ولم نر هنا رجلا تغلبه لذات الحس كما يزعم المشهرون، بل رأينا رجلا يغلب تلك الملذات في طعامه ومعيشته وفي ميله إلى نسائه، فيحفظها بما يملك منها ولا يأذن لها أن تسومه ضريبة مفروضة عليه، ولو كانت هذه الضريبة بسطة في العيش قد ينالها أصغر المسلمين، ولا شك في قدرة النبي عليها لو أراد.
رجل الجد والرصانة
وهكذا نبحث عن الرجل الذي توهمه المشهرون من مؤرخي أوروبا فلا نرى إلا صورة من أعجب الصور التي تقع في وهم واهم.
نرى رجلا كان يستطيع أن يعيش كما يعيش الملوك ويقنع مع هذا بمعيشة الفقراء، ثم يقال إنه رجل غلبته لذات حسه!
ونرى رجلا تألبت عليه نساؤه لأنه لا يعطيهن الزينة التي يتحلين بها لعينه، ثم يقال إنه رجل غلبته لذات حسه! ...
Halaman tidak diketahui