Kejeniusan Imam Ali
عبقرية الإمام علي
Genre-genre
فمن السخف أن يخطر على البال أن رجلا كعلي بن أبي طالب، يترك وادعا في سربه بين هذه الزعازع التي تحيط بالدولة الإسلامية في عصره ...
إن تركه الثوار وأعفوه من الحكم، لم يتركه أصحاب السلطان ولم يعفوه من الدسيسة والإيذاء؛ لاعتقادهم أنه باب من أبواب الخطر الدائم، وأنه ما عاش فهو علم منصوب يفيء إليه كل ساخط وكل مصلح وكل مخالف على الدين أو على الدنيا. وقد قيل: إن ابنه الحسن مات مسموما في عهد معاوية خوفا من لياذ الناس به ورجعتهم إليه. وقيل مثل ذلك عن عبد الله بن خالد بن الوليد ... وما أعظم البون في المكانة والحساب بينهما وبين الإمام عند أصحاب المخاوف وأصحاب الآمال. •••
ولعلنا نقارب هذه الحقيقة من ناحية أخرى، إذا رجعنا إلى أقوال أبطال الميدان نفسه في علل النصر والهزيمة، وفيما يقال عن مزية كل منهم على خصمه أو مزية خصمه عليه.
فعلي يسمع ما يقال عن شجاعته ورجحان معاوية عليه في الدهاء، فيقول: «... والله ما معاوية بأدهى مني، ولكنه يغدر ويفجر، ولولا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس ...»
أو يقول: «ولكنه لا رأي لمن لا يطاع.»
ويعلل ما أصابه في بيعته بما أجمله لأتباعه حين قال لهم: «... لم تكن بيعتكم إياي فلتة، وليس أمري وأمركم واحدا ... إني أريدكم لله، وأنتم تريدونني لأنفسكم.»
ومعاوية يذكر الخصال التي أعين بها على علي، فيقول: «إنه كان رجلا لا يكتم سرا وكنت كتوما لسري، وكان يسعى حتى يفاجئه الأمر مفاجأة وكنت أبادر إلى ذلك، وكان في أخبث جند وأشدهم خلافا، وكنت أحب إلى قريش منه، فنلت ما شئت ...»
وعمرو بن العاص يقول عن عدة النجاح في طلب الخلافة: «إنه لا يصلح لهذا الأمر إلا رجل له ضرسان، يأكل بأحدهما ويطعم بالآخر.»
وهذه هي أسباب النصر والهزيمة على حقيقتها، إلا أنها تظل ناقصة ما لم نقرنها بحقيقة أخرى، وهي أن هزيمة معاوية كانت مرجحة - بل مؤكدة - لو أنه وضع في موضع علي، وابتلي بالأسباب التي ابتلي بها.
فالبلاء كله إنما كان في خبث الأجناد وشدة خلافهم؛ ولهذا كان سر علي يعرف وسر معاوية يكتم ... لأن معاوية يطاع ونيته في صدره، وعليا لا يطاع إلا إذا سئل عن نيته وما يحل منها أو يحرم في رأي أتباعه، وكذلك كانت تفاجئه الحوادث؛ لأنه كان يروي فيها ما يروي، ولا ينفذ من رويته إلا الذي ينساق إليه هو وأتباعه آخر المطاف بحكم الضرورة الحازبة، وقد بطل الجدل وبطل من قبله التدبير ... •••
Halaman tidak diketahui