Kejeniusan Imam Ali
عبقرية الإمام علي
Genre-genre
3
وكذلك كان يجبه معاوية وغيره بنظائر هذه الكلمات حين يجترئون عليه بما يغض من حقه، ويقدح في دعوته، فلا يشذ عن ديدن الفرسان في روية فكره ولا في بوادر لسانه، ولكن الفلتات التي من هذا القبيل شيء، واتخاذ السباب صناعة دائمة وسلاحا مشهورا وسبيلا إلى القول الباطل شيء آخر ...
ولقد كانت للإمام - رضي الله عنه - شواغل أخرى غير الفروسية تجري في مجراها حينا، وتبدو غريبة عنها حينا آخر في عرف بعض الناقدين، ومنها التفقه والنزوع إلى «التصوف» واستنباط حقائق الأشياء. •••
فهذه في عرف بعض الناقدين ليست من مزاج الفروسية على ظاهر ما قدروه ... ولكن ما التصوف أو التجرد للحقيقة؟ ... أليس هو في معدنه جهادا في الحق أو جهادا في الله؟ ... أليست طبيعة الجهاد وطبيعة الفروسية من معدن واحد؟ ... ألم نعهد في كل ملة وكل زمان فئات من الناس يجاهدون؛ لأنهم متدينون متنطسون، أو يتدينون ويتنطسون؛ لأنهم مجاهدون؟ ...
فالإمام علي - رضي الله عنه - فارس لا يخرجه من الفروسية فقه الدين، بل هو أحرى أن يسلكه فيها، ولا يخرجه من الفروسية بعض المقال في خصومه، بل هي بوادر الفرسان بعينها، ولا تزال آداب الفروسية بشتى عوارضها هي المفتاح الذي يدار في كل باب من أبواب هذه النفس، فإذا هو منكشف للناظر عما يليه.
إسلامه
ولد علي في داخل الكعبة، وكرم الله وجهه عن السجود لأصنامها، فكأنما كان ميلاده ثمة إيذانا بعهد جديد للكعبة وللعبادة فيها.
وكاد علي أن يولد مسلما ...
بل لقد ولد مسلما على التحقيق إذا نحن نظرنا إلى ميلاد العقيدة والروح؛ لأنه فتح عينيه على الإسلام ولم يعرف قط عبادة الأصنام.
فهو تربى في البيت الذي خرجت منه الدعوة الإسلامية، وعرف العبادة من صلاة النبي وزوجه الطاهرة قبل أن يعرفها من صلاة أبيه وأمه، وجمعت بينه وبين صاحب الدعوة قرابة مضاعفة ومحبة أوثق من محبة القرابة، فكان ابن عم محمد - عليه السلام - وربيبه الذي نشأ في بيته ونعم بعطفه وبره، وقد رأينا الغرباء يحبون محمدا ويؤثرونه على آبائهم وذويهم ، فلا جرم يحبه هذا الحب من يجمعه به جد، ويجمعه به بيت، ويجمعه به جميل معروف: جميل أبي طالب يؤديه محمد وجميل محمد يحسه ابن أبي طالب ويأوي إليه.
Halaman tidak diketahui