92

العراق والشام، فمر عليه تغلبي نصراني معه فرس قوموها بعشرين ألفا، فخيره أن ينزل عن الفرس ويأخذ تسعة عشر ألفا، أو يمسكها ويعطي الألف ضريبة، فأعطاه التغلبي ألفا وأمسك فرسه. ثم مر عليه راجعا في سنته فطالبه بضريبة أخرى، فأبى وشكاه إلى عمر وقص عليه قصته، فما زاد على أن قال له: كفيت! ثم رجع التغلبي إلى زياد وقد وطن نفسه على أنه يعطيه ألفا أخرى، فوجد عمر قد كتب إليه: من مر عليك فأخذت منه صدقة فلا تأخذ منه شيئا إلى مثل ذلك اليوم من قابل.

50

وسمع أن بني تغلب لا يزالون ينازعون واليهم الوليد بن عقبة وينازعهم، وأنهم أوغروا صدره، فقال فيهم يتوعدهم:

إذا ما عصبت الرأس مني بمشوذ

51

فغيك مني تغلب ابنة وائل

فخشي أن يضيق بهم صبره فيسطو عليهم، فعزله وأمر غيره.

ولعل حاكما من الحكام لا يرام منه أن يبلغ في البر بمخالفيه في الدين مبلغا أكرم وأرفق من إجراء الصدقة على فقرائهم، ولا سيما الحاكم الذي يدعو إلى دين جديد.

وقد تقدم أن عمر أجرى الصدقة على شيخ يهودي مكفوف البصر، وقال: ما أنصفناه أن أكلنا شبيبته، ثم نخذله عند الهرم.

وقد جعل ذلك سنة فيمن يبلغه أمرهم من الذميين والمعوزين، فمر في أرض دمشق بقوم مجذمين

Halaman tidak diketahui