وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين .» فأهوى عمر إلى الأرض وأناب.
وكأنه والمسلمين معه ما علموا أن أنزلت هذه الآية حتى تلاها عليهم أبو بكر تلك الساعة.
يا لروعة الشلال الزاخر!
ويا لروعة السابح القاهر الذي لوى به ليا، كأنما قبض منه على عرف، وأخذ له بعنان!
أكبر ميدان من ميادين الدنيا لا يرينا صراعا عاتيا هو أولى بالروعة من نفس عمر وهي متراوحة بين شعوره الزاخر، وإيمانه الوثيق.
لحظة هائلة من أهول ما تحس النفوس، ثم انهزام كأسرع ما يكون الانهزام، وانتصار كأسرع ما يكون الانتصار، وغاشية تنجلي عن صاحب تلك النفس، وهو مالك لزمامه، ماض بشعوره إلى حيث يمضي به إيمانه، فهما قوتان غالبتان، وليستا بعد بالعسكرين المتغالبين.
لقد كانت تلك سورته الكبرى، ولكنها لم تكن أولى سوراته ولا آخرتها.
فقد عهدت هذه السورات في طبعه، حتى عرف من عهدوها كيف يسوسونها ويتقونها، وأوشكت أن تحسب في عداد الأنهار المحكومة، لا في عداد السيول الجارفة، انطلقت من عقالها.
ذهب إليه بلال مستأذنا، فقال له الخادم إنه نائم، فسأله: كيف تجدون عمر؟ قال: خير الناس إلا أنه إذا غضب فهو أمر عظيم. قال بلال: لو كنت عنده إذا غضب قرأت عليه القرآن حتى يذهب غضبه.
فهو الإيمان ضابط كل شيء في تلك النفس، حتى السورات التي ليس لها ضابط في النفوس.
Halaman tidak diketahui