وقد يكون التأليف ظاهرا في هذه القصة، ولكنها مع تأليفها، لا تخلو من الدلالة على اشتهار عمر باستكناه الألفاظ في معرض التفاؤل أو الإنذار.
أما الرؤيا فآخر ما روي عنه من أخبارها أنه رأى قبيل مقتله كأن ديكا نقره نقرتين، فقال: يسوق الله إلي الشهادة ويقتلني أعجمي؛ فإن الديك في الرؤيا يفسر برجل من العجم.
على أن المكاشفة أو الرؤيا
Vision
كما يسميها النفسانيون المحدثون، إنما تظهر بأجلى وأعجب من هذا كثيرا في قصة سارية المشهورة، وهي مما يلحقه أولئك النفسانيون بهبة التلباثي
Telepathy
أو الشعور البعيد.
كان رضي الله عنه يخطب بالمدينة خطبة الجمعة، فالتفت من الخطبة، ونادى: يا سارية بن حصن، الجبل! الجبل! ومن استرعى الذئب ظلم.
فلم يفهم السامعون مراده، وقضى صلاته، فسأله علي - رضي الله عنه: ما هذا الذي ناديت به؟ قال: أوسمعته؟ قال: نعم، أنا وكل من في المسجد.
فقال: وقع في خلدي أن المشركين هزموا إخواننا، وركبوا أكتافهم، وأنهم يمرون بجبل، فإن عدلوا إليه قاتلوا من وجدوه وظفروا، وإن جاوزوه هلكوا، فخرج مني هذا الكلام.
Halaman tidak diketahui